سمح لبنان أمس لسفينة «مريم» التضامنية مع قطاع غزة بالتوجه الى قبرص في طريقها الى القطاع المحاصر فيما أعلن الكيان الصهيوني عن ان افراد وحدة «الصاعقة» في القوات البحرية الاسرائيلية سيشاركون في اعتراض السفينة. وأصدر وزير الاشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي قرارا سمح بموجبه للسفينة «مريم» بالدخول الى مرفإ طرابلس استعدادا للابحار نحو قبرص. استيفاء للشروط وطالب إدارة مرفإ طرابلس بالحرص على استيفاء الباخرة لكافة الشروط القانونية، المحلية والدولية، والاتفاقيات البحرية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية. وأشار الى أن السفينة ستخضع لكشف تقني قبل انطلاقها مؤكدا ان ابحار «مريم» نحو قبرص ليس خرقا للقرار الدولي 1701 الذي تبناه مجلس الأمن عقب نهاية حرب لبنان الثانية. ونقلت صحيفة «النهار» اللبنانية عن الوزير تشديده على أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن قرارها وأنه لن يوقّع أبدا على ابحار غير قانوني. وأردف ان «مريم» مسجلة في باريس وستقلّ في رحلتها راهبات ولبنانيات وأجانب. وأوضح ان الوزارة أذنت للسفينة بالابحار في اتجاه قبرص من مرفإ طرابلس حسب ما طالب به المنظمون وليس في اتجاه غزة مباشرة لأنه لا مجال للابحار تجاه القطاع باعتبار أن الخطوط البحرية بين بيروتوغزة مقطوعة. وذكرت تقارير اخبارية مطّلعة ان لبنان رفع موقفه الى مجلس الأمن حيال التهديدات الاسرائيلية باستهداف «مريم» والسفن الاخرى الساعية الى كسر الحصار عن قطاع غزّة. وأبلغت المنظمة الأممية لبنان خشيتها من أن يؤدي الموقف الاسرائيلي من السفينة اللبنانية الى تصعيد في الشرق الأوسط. «رياح السماء 8» في المقابل، اطلقت اسرائيل على عملية استهداف «سفينة مريم» المرتقبة اسم «رياح السماء 8»، على غرار الاسم الذي استخدم في السيطرة على سفن «اسطول الحرية». وأعلنت مصادر في الجيش الصهيوني عن تلقي «الكومندوس» البحري لأوامر تخص عملية الهجوم على السفن القادمة من لبنان. وكشفت عن وضع سلاح البحرية وأجهزة الاستخبارات في حالة التأهب القصوى لمنع سفن كسر الحصار من الاقتراب من شواطئ قطاع غزة. ونبهت الى امكانية وصول اكثر من 20 سفينة الى قطاع غزة في نطاق 8 رحلات بحرية دولية خلال الشهرين المقبلين. وفي سياق متصل، شارك حشد من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب في مسيرة بحرية قبالة شاطئ غزة على متن عدد من القوارب الفلسطينية ترحيبا بسفينتي «مريم» و«ناجي العلي» المتوقع انطلاقتهما تجاه القطاع قريبا. وابحرت القوارب الفلسطينية حاملة العلمين الفلسطيني واللبناني ورافعة شعارات ترحيب بالمتضامنين. وأكّد رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار جمال الحضري ان المتضامنين لا تخيفهم التهديدات الاسرائيلية ولن يردعهم الوعيد الصهيوني للوصول الى القطاع ونقل المساعدات الى الأهالي.