سباعية كاملة دوّنتها البرتغال في مرمى كوريا الشمالية وأمطرت شباكها تحت أمطار غزيرة هطلت طيلة المباراة لتعيد برازيل أوروبا المتعة لمتتبعي المونديال حيث اعتقدنا للحظة أننا لن نشاهد مستقبلا مثل هذه النتيجة العريضة خاصة في هذا المونديال الباهت لتودع كوريا الشمالية كأس العالم مبكرا وتلتحق بالكامرون. دخل المدرب البرتغالي كيروس بتغييرات عديدة في التشكيلة الأساسية، كان هدفها اعطاء نفس هجومي للبرتغال بإقحام كل من ميغال وسيماو وتياغو منذ البداية ليعتمد زملاء رونالدو أسلوب الضغط العالي، على المنتخب الكوري الشمالي الذي انكمش في مناطقه الدفاعية وجاء الخطر الأول من رأسية كارفالهو في الدقيقة العاشرة التي انهالت على القائم الأيسر للحارس. بعدما تحرر المنتخب البرتغالي واعتمد على تنويع اللعب على الأطراف ومحاولة النفاذ من عمق الدفاع ولعبت الفنيات الفردية دورا حاسما في فك شفرة الدفاع الكوري المتماسك ليقوم رونالدو بدور هجومي فعّال وبعد محاولة ثانية من ميوبليس في الدقيقة 25، تمكن نفس اللاعب من افتتاح النتيجة في الدقيقة 27 اثر عمل منسق وتمريرة محكمة وجد نفسه على اثرها وجها لوجه مع الحارس. وكاد رونالدو يضاعف النتيجة في الدقيقة 42 من تصويبة قوية جانبت المرمى.. في المقابل لم تكن عمليات المنتخب الكوري بالجدية والخطورة اللازمتين لذلك لم يقدر على إدراك التعادل في هذا الشوط الأول. أمطار من الأهداف الشوط الثاني كان برتغالي المذاق وطغى اللون الأحمر على أرضية الملعب وبدأ المد الهجومي منذ الدقيقة الأولى لهذا الشوط وسط انهيار من الفريق الكوري الشمالي الذي لم يتمكن من مجاراة النسق الرهيب لمنافسيه فكانت بداية الغيث.. بالهدف الثاني من سيماو في الدقيقة 53 بعد عمل تمهيدي ممتاز، بعدها بدقيقتين زاد هوغو ألميدا من غلة الأهداف بتصويبة رأسية بعد عرضية متقنة من فرناندو كونراوو، هدف أثار حفيظة النجم رونالدو الذي عاندته الكرة في هذا المونديال ليضيف زميله تياغو الهدف الرابع في الدقيقة 50.. هدف انهار على اثره الدفاع الذي كان يوصف بالحصين لكوريا الشمالية وتدنت معنويات منتخب سلاحه الوحيد قوة العزيمة ليضيف ليدسون في الدقيقة 81 الهدف الخامس.. بعدها ابتسمت الكرة لحبيبها رونالدو الذي سجل الهدف السادس بطريقة لعب فيها الحظ دورا كبيرا ليفك بذلك العقدة التي لازمته في هذا المونديال وترتسم على ملامح وجهه ابتسامة فضّ الشراكة مع النّحس امتدت لترتسم كذلك على وجه أوزيبيو، الذي كان يتابع المباراة من المدارج، بعد ذلك عاد تياغو ليبصم على سباعية برتغالية ستكون تداعياتها كبيرة على كوريا الشمالية وقد تتجاوز الرياضة لأن النتيجة قد تعتبر إهانة لهذا البلد، فيما تمكن منتخب البرتغال من امتاع المتتبعين لهذا المونديال وأنقذ سمعة هذه النسخة التي كانت مملة قبل هذه المباراة ويقدم انذارا شديد اللهجة للمنافسين مفاده أن الكبار يترنحون ولكن لا يسقطون بسهولة.