أين اختفت أحداث العالم العربي؟ لعلها ذهبت الى جنوب افريقيا... قد يكون الجواب مقنعا مع أن العالم العربي لا يصنع الاحداث عادة بل يستوردها ويتحمل عواقبها ويقوم أحيانا بمحاولات لوضع صناعات تعويضية في هذا المجال. وباعتبار ندرة الأحداث لجأ العرب أيضا الى «الرسكلة» لاعادة تأهيل الأحداث المستهلكة بما يسمح بلوك العلكة مرات عديدة. وإذا أخذنا ملف المصالحة الفلسطينية كمثال لتأكدنا من وجود العلكة... أما اذا تفحصنا الاخيرة بالمجهر فإننا نرى فضلا عن الجراثيم «العادية» الكثير من الأشياء التي لم يكن على الفلسطينيين بلوغها أصلا... ويضمّ العالم العربي سلسلة من «العلك» في بقيّة ملفاته الساخنة والباردة وكذلك في الملفات المجمّدة او المجففة. وحين «تذهب أحداث العالم العربي الى جنوب افريقيا»تكون الكرة بمثابة هدنة او فرصة هدنة مع أن الأحداث العربية مهمّشة بطبعها وليست بحاجة الى «مونديال كامل لحجبها». ثم إن الأحداث عموما بحاجة الى الراحة والاستجمام بعد عام من «اللوك» والكد والجد واللغو واللهو... وبعد جنوب افريقيا قد تذهب الأحداث الى الشاطئ أو تغامر بركوب البحر وقد تصادفها في «حيّ» ما سفن حارقين الى أوروبا او حتى الى ... غزة... ولكن تعبير «الحارقين» الى غزة (المحترز عليه) قد يثير بعض النقد وبعض الغضب ولو أن الأمر بسيط جدا ولا يدعو لأي قلق... فنحن مع حقوق جميع «الحارقين» المدافعين عن قضايا عادلة أو الباحثين عن سدّ الرمق...