وُلد الفقيد الشاذلي بوزكورة الرئيس السابق لجامعة سوسة بمدينة قليبية يوم 30 سبتمبر 1930 وتوفي يوم 27 نوفمبر 2008 عن سن تناهز 78 عاما مليئة بالبذل والعطاء في ميدان العلم والمعرفة. وبعد الحصول على شهادة الباكالوريا سنة 1950 تحصل على شهادة الدكتوراه في الطب بلوزان ثم على شهادة الاختصاص في علم التشريح المرضي بكلية الطب بجينيف سنة 1973 وهي نفس السنة التي بدأ فيها التدريس كأستاذ مبرز فعمل بكليات الطب بجينيف وتونس وسوسة التي شغل بها خطة عميد سنة 1983 قبل أن يتحمل مسؤولية مدير جهوي للصحة بسوسة سنة 1986 ثم تقلد منصب رئيس جامعة سوسة من سنة 1987 إلى سنة 1990 وكان شغل منذ 1973 خطتي رئيس قسم التشريح المرضي ورئيس مخبر علوم التشريح المرضي. إنجازاته ساهم الفقيد في العديد من الإنجازات من أهمها المستشفى الجامعي سهلول بسوسة والمستشفى المحلي بمساكن وإنجاز وتوسعة العديد من المؤسسات والمبيتات الجامعية بالجهة وعدد من المشاريع الدولية. مؤلفاته ألّف الفقيد الشاذلي بوزكورة عديد المؤلفات نذكر منها أطروحة في الطب ودراسات وبحوث طبية عديدة ومنشورات ومداخلات علمية وتأطير عشرات البحوث العلمية من بينها 17 أطروحة في الطب ومنشورات في مجلات علمية وطنية وعالمية والعديد من المداخلات العلمية في مؤتمرات وملتقيات علمية محلية وعالمية وقد بلغ عدد الأبحاث التي أنجزها أو أشرف عليها 182 عملا وهو عضو عامل في الجمعية السويسرية والأكاديمية العالمية والجمعيات التونسية لعلم الأنسجة والخلايا المرضية وقد كلفته مؤسسات عالمية على غرار برنامج الأممالمتحدة للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية بدراسة مشاريع كليات ومستشفيات بإفريقيا وعند إحالته على شرف المهنة قام ببعث مخبر خاص للتحاليل والتجارب البيولوجية بمدينة سوسة أشرف على تسييره إلى يوم وفاته. نضاله السياسي عرف الفقيد الشاذلي بوزكورة بوطنيته الصادقة وبغيرته الكبيرة على محيطه المغاربي ونظرا لمواقفه النضالية إزاء جبهة التحرير الجزائرية وتعرضه للاضطهاد من قبل البوليس الفرنسي الذي رغم إيمانه ببراءته من التهم الموجهة إليه حيث لازم السجن لمدة سنة ليتم اقتياده في منتصف الليل من إحدى ليالي شتاء 1959 مغمض العينين إلى غابة بضواحي باريس وأمره الضابط الذي اقتاده بالمشي في اتجاه الغابة حيث كان بعض الجنود ينتظرونه لرميه بالرصاص اعتقادا من السلط الفرنسية بوجود علاقة تربطه بقاصي سعيد وجبهة التحرير الجزائرية. ومن حسن حظه أن تلقى الضابط قبل دقائق معدودات مكالمة هاتفية تدعوه إلى إعادة الشاذلي بوزكورة إلى السجن. خصاله تميّز المرحوم الشاذلي بوزكورة بدماثة أخلاقه وتواضعه وحبه للعلم والمعرفة والبحث العلمي في ميدان تخصصه وبمساعدته الكبيرة لطلبته والباحثين والعاملين معه.