لا نملك إلا أن نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... فرغم تجنّد كل الأطراف ومنذ سنوات، واستنفارها الذي لا ينقطع على مدار السنة. ما زال «غول» حوادث المرور يطوّر أنيابه ويرعى مخالبه. والمسؤولية هي بلا أدنى شك، وبلا جدال مسؤولية المواطن بدرجة أولى ولعلها أخيرة. استهتار، تجاوز للقوانين، اقبال يشبه الخبل على كل أنواع المغامرات، حتى أن الواحد يختار هل أن الذين يفعلون كل ذلك ينوون الانتحار أو ينوون قتل الغير. وها أن الدولة وهياكلها والمنظمات المختلفة وفروعها لا يكاد يغمض لها جفن لكنها كلها مجبرة على سهر الليالي بدون أن ينبلج صباح ولا نسمع فيه عن حوادث قاتلة، وعن سيارات مجنونة، وعن سائقين أقدموا عن طواعية على الانتحار أو على قتل الغير!. حقيقة حار الكل في ايجاد حل، وكيف لا يحيرون أمام عناد وصمم من لا يأبه لأي خطر، ومن يتعامل مع الطريق بتهور، ومن يعتبر وسيلة النقل لعبة رغم أنها لعبة موت، ودموع، ومآس، وندم حيث لا ينفع الندم! وأيضا لعبة أموال مهدورة، ومصاريف منثورة على قاعة طريق يلتهم الرجال والمال معا...