بعد أن انتهى الدور الأول من المونديال اطلق المتابعون العنان للتكهنات وانطلقت حمى التوقعات وإذا كان المتابعون يخشون المراهنة على أحد المنتخبات قبل انطلاق النهائيات وينتظرون تلمس الملامح العامة لكل المنتخبات قبل أن يدلي كل محلل بدلوه وإذا انقضاء الدور الأول عادة ما يتزامن مع وصول ظاهرة التكهنات الى ذروتها. مع انطلاق شارة انطلاق المونديال التاسع عشر أكد الجميع أن «الآلة» الألمانية من الصعب جدا أن تتوقف قبل أن تأتي على الأخضر واليابس وذلك بمجرد الإنتصار أمام استراليا برباعية وغاب عن هؤلاء أن أغلب المنتخبات المرشحة كثيرا ما تكون انطلاقاتها أقل من العادية ومع مرور المقابلات يرتفع النسق. المهم أن التوقعات الأولى لم تصمد كثيرا إذ تراجع الجميع وأكدوا أن التكهن يبقى صعبا للغاية وأن أغلب المنتخبات التقليدية تنطلق بنفس الحظوظ تقريبا لذلك أن نبحث بعيدا عن توقعات الفنيين وبعيدا عن الآراء التي ترفع شعار الموضوعية في عالم لا يؤمن بالموضوعية (عالم كرة القدم). نظام التداول يرشح أمريكا الجنوبية المعروف أن كأس العالم يخضع الى نظام التداول بين أمريكا الجنوبية والقارة الأوروبية وذلك منذ سنة 1962 عندما فازت البرازيل ثم تلتها انقلترا سنة 1966 ثم البرازيل 1970 وهكذا حسب نظام التداول الى حدود 2006 عندما فازت بالنسخة السابقة إيطاليا وهذا يعني أن الدورة الحالية ستتوج منتخبا أمريكيا. تداول آخر بين البرازيل والأرجنتين المتأمل في تاريخ النهائيات سيلاحظ أيضا أن هناك تداولا من نوع آخر بين المنتخبين المرشحين من أمريكا الجنوبية وهما البرازيل والأرجنتين ويتمثل هذا التداول في أن كل منتخب يفوز بنسختين ثم يفسح المجال لجاره للفوز بنسختين هو الآخر وإذا فازت البرازيل سنتي 1962 و1970 فإن الأرجنتين فازت سنتي 1978 و1986 ثم جاء دور البرازيل لتفوز سنة 1994 و2002 وهذا يعني أن الأرجنتين هي التي ستكون لها الكلمة الفصل هذه المرة. المنجمون يتوقعون المفاجأة بالتوازي مع تكهنات الفنيين والقراءة في تاريخ كرة القدم كان لابد أن يدلي المنجمون بدلوهم وآخر ما جادت به قريحتهم التأكيد الذي جاء على لسان «عراف» مغربي أكد أن المونديال الإفريقي سيكون مختلفا تماما عن الدورات السابقة وأشار الى أنه بإمكانه أن يجزم أن هناك منتخبا سيحلق في سماء المونديال لأول مرة في تاريخه وأن بطل هذه الدورة لن يكون من بين المنتخبات المتعودة على رفع التاج العالمي أو حتى من المنتخبات التي سبق لها أن تذوقت طعم الذهب المونديالي وعندما سئل ان كان المنتخب الذي يتوقع فوزه إسبانيا بالنظر الى الإمكانات التي يتمتع بها الثور الإسباني وهو من المنتخبات التي لم يسبق لها الفوز بكأس العالم أجاب أن فوز اسبانيا باللقب ليس مفاجأة وبما أن صاحب اللقب سيكون بمثابة مفاجأة فأن اسبانيا لن تفوز وسئل أيضا إذا كانت غانا قادرة على تحقيق المفاجأة فأجاب أن المنتخب الغاني سيذهب بعيدا وقد يصل الى حدود نصف النهائي ويلعب اللقاء المحدد لصاحب المركز الثالث ورغم أن هذا « العراف » المغربي تجنب تحديد اسم المنتخب الذي سيفوز فأنه أشار تلميحا إلى فوز المنتخب البرتغالي . المتراهنون في أروبا يختارون «الصامبا» من جهة أخرى اختار المراهنون في كل أنحاء العالم وخاصة من أوروبا أين تنتشر هذه الالعاب وأين تدر على المشاركين فيها أموالا طائلة منتخب البرازيل وتفيد التوقعات أن أغلب المتراهنين يعولون على منتخب « الصامبا » حيث كان هذا الأخير المرشح الأوحد قبل انطلاق النهائيات ومازال إلى الآن يتصدر طليعة المرشحين رغم أنه أصبح يجد منافسة شرسة من منتخب الأرجنتين . للكرة أحكامها بعيدا عن حمى التكهنات ستكون بالتأكيد للكرة احكامها وكثيرا ما كان الأمر لذلك ان يتذكر الجميع أن ايطاليا كانت آخر المرشحين في المونديال الأخير لأنها كانت تعيش ما يشبه البركان بعد الزوبعة التي عرفتها بطولتها وأفضل أنديتها كما أن منتخب « الصامبا» لم يكن من المرشحين سنة 2002 بعد خيبة 98 وبعد تراجع مردود الظاهرة رونالدو المايسترو ريفالدو ولكنه كذب التكهنات أما سنة 1998 فإن لاعبي المنتخب الفرنسي انفسهم لم يرشحوا منتخب بلادهم للفوز بكأس العالم لكنهم وجدوه على منصة التتويج .