أعربت مصادر ديبلوماسية عربية عن تخوّفها من أن يواجه الشرق الاوسط خريفا ساخنا يتضمن بالخصوص هجوما اسرائيليا على المقاتلات النووية الايرانية يتبعه اشتعال الوضع في العراق وفي جنوب لبنان. ونقلت صحيفة الحياة العربية الصادرة في لندن امس عن المصادر العربية قولها إن الادارة الامريكية التي تواجه وضعا صعبا في العراق تسعى الى تشديد الضغوط الدولية على ايران. ورأت الصحيفة ان الولاياتالمتحدة تستبعد الخيار العسكري في التعامل مع ايران في المرحلة الراهنة وذلك لاعتبارين رئيسين الاول حرصها على عدم توفير اسباب اخرى للتصعيد في العراق والثاني فترة الانتخابات الرئاسية الامريكية التي لا تسمح لبوش بتفجير بؤرة جديدة. احتمالات التصعيد لكن ذات المصادر لاحظت ان ايران تبدو مصممة على استئناف برامجها لتخصيب اليورانيوم وان الموقف الاسرائيلي تجاه البرنامج النووي الايراني يثير مخاوف حقيقية. وأعربت المصادر عن قلقها الشديد من المواقف الاسرائيلية التي تعتبر البرنامج النووي الايراني في طليعة التهديدات للدولة العبريّة مما يعني حسب الصحيفة ان اسرائيل يمكن ان تصل الى حد توجيه ضربة عسكرية الى المفاعلات النووية الايرانية على غرار ما فعلته مطلع الثمانينات مع البرنامج النووي العراقي. ولاحظت نفس الصادر انها تخشي ان يستغل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الحملة الانتخابية الامريكية لتوجيه ضربة عسكرية الى المفاعلات الايرانية مستفيدا ايضا من القلق الغربي عموما وحتى من قلق دول في الشرق الاوسط ذاته. وكانت ايران اكدت انها لن تقف مكتوفة اليدين امام ضربة اسرائيلية من هذا النوع ولوّحت بما أسمته «ردا مدمّرا» وهو موقف يعكس شعور ايران بأنها دولة كبيرة بمقاييس الشرق الاوسط لذلك ستكون امام خيار واحد هو الرد لا سيما ان عملا من هذا النوع سيرجح كفة المتشديين في اتخاذ القرار. السيناريو الخطير ويرى خبراء ان طهران تملك مسرحين للرد الاول هو المسرح العراقي حيث يمكنها تحريك مجموعات شيعية عراقية لشن هجمات على الامريكيين وتقديم دعم بشري ولوجيستي لهذه المجموعات. أما المسرح الثاني فهو جبهة جنوب لبنان وهي عمليا في عهدة «حزب الله» الذي لا يستطيع بدوره السكوت عن استهداف ايران وان كان صعبا عليه فتح المواجهة العسكرية مع اسرائيل على مصراعيها بسبب اختلال موازين القوى واحتمال اتساع النزاع والتسبب في مواجهة اسرائيلية سورية. وشددت المصادر على أن سيناريو الخريف الساخن شديد الخطورة على المنطقة برمتها اذ انه سيطيح بكل ما تحقق حتى الان فضلا عن أنه سيشجع جهات غير معنية مباشرة بهذه المواجهة على شن هجمات على المصالح الغربية في الشرق الاوسط وخارجه.