كشفت زيارة الي سوق الجملة ببئر القصعة أداها فجر أمس السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية، وحضرتها «الشروق»، عن بعض النقص في كميات التزويد بالغلال والأسماك مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وهو ما ساهم في ارتفاع الأسعار، مقابل استقرار في كميات وأسعار الخضر.. وجاءت هذه الزيارة في اطار اطلاع الوزارة على الاستعدادات الجارية لفترة ذروة الاستهلاك، الذي انطلق بعد مع الاحتفال بالنجاحات الدراسية والأفراح العائلية وسيتواصل مع حلول موسم الاصطياف والاجازات السنوية وشهر رمضان وتوافد السياح ومواطنينا بالخارج وعيد الفطر والعودة المدرسية. وعاين الوزير، مرفوقا بوالي بن عروس ور.م.ع. سوق الجملة وعدد من مسؤولي الوزارة أجنحة الخضر والغلال والأسماك والتمور واستمع الى وكلاء البيع (الهباطة) وتجار التفصيل (الخضارة) الذين يأتون يوميا الى السوق للتزود، وحثّهم على ضرورة الضغط أكثر ما يمكن على الأسعار مراعاة للمقدرة الشرائية للمواطن في الفترة القادمة. وتذمّر بعض وكلاء البيع أمام الوزير من ارتفاع الأسعار على مستوى الانتاج وقال إن المنتج الفلاحي أصبح يبرّر «أسعاره» المرتفعة بارتفاع تكاليف الانتاج.. وفي المقابل، تذمّر بعض «الخضّارة» من ارتفاع أسعار الجملة وقالوا إن المواطن لم يعد قادرا على شراء الغلال بالأسعار الحالية. عوامل خلال هذه الزيارة اتضح أن من أسباب ارتفاع أسعار الغلال نقص العرض.. حيث أن عدة أنواع من الغلال (خاصة ذات النوى) مثل المشمش والعوينة واللوز والخوخ البدري تأثرت كثيرا بالعوامل المناخية أثناء فترة إزهارها (رياح حرارة) مما جعل المنتوج يكون متواضعا ومن الطبيعي أن يرافق ذلك نقص في العرض وارتفاع في الأسعار. أما بالنسبة للدلاع الذي بدت أسعاره «غريبة» هذا العام ولم يقدر عليها المواطن (400 و500 مي للكلغ) فقد اتضح أن السبب هو نقص كبير في الكميات المزروعة مقارنة بالسنة الماضية بسبب «هروب» المزارعين عند بعد أن تكبدوا في السنة الماضية بعض الخسائر (نظرا لوفرة الانتاج وتدني الاسعار) وتوجهوا هذا الموسم نحو زراعات أخرى مثل الطماطم. انفراج في رمضان تحدث المختصون في الشأن الفلاحي خلال هذه الزيارة عن بوادر انفراج في قطاع الغلال بالنسبة الى الفترة القادمة وهو ما سيخفض حتما من الأسعار.. وظهرت أولى هذه البوادر من خلال وفرة المنتوج البدري للتفاح والاجاص والتين والبطيخ والعنب والخوخ الصيفي.. ورغم أن الأسعار بدت مرتفعة نسبيا أمس (بما أن الأمر يتعلق بالدفعة الأولى أو ما يعرف ب«الفال»)، فإن كل المختصين أجمعوا على أن هذه الغلال ستكون حاضرة خاصة خلال رمضان بأسعار منخفضة عندما يكثر الانتاج والعرض. أما بالنسبة للدڤلة فإن أسعارها لن تقلّ في كل الأحوال عن 3د. خلال رمضان حسب ما ذكره ل«الشروق» السيد بشير النفطي ر.م.ع. سوق الجملة بما أن الأمر يتعلق بدڤلة الموسم الماضي المخزّنة في «الفريڤو». أسماك اطلع الوزير على الجناح المخصص للأسماك في السوق ورغم أن كمية التزويد بلغت أمس 40 طنا إلا أنها تعتبر ضئيلة ولا تلبي الحاجيات الاستهلاكية خاصة بسبب نقص كميات السردينة خلال هذه الفترة وهو ما أثر على أسعارها.. وستشهد سوق السمك خلال فترة ذروة الاستهلاك ضغطا اضافيا بسبب حلول الراحة البيولوجية (1 جويلية 1 سبتمبر) وسيقع توريد بعض الكميات من الخارج لمجابهة النقائص. وعاين وزير التجارة تطور وسائل العمل بهذا الجناح خاصة على مستوى الميزان والفوترة (بالطريقة الالكترونية) وهو ما سيُضفي مزيدا من الشفافية والمصداقية على الأسعار.