أدركت كأس العالم خطوتها قبل الاخيرة حيث سيكون العالم اليوم على موعد مع الدور نصف النهائي في مربع ذهبي بثلاثة أضلع أوروبية الى جانب منتخب لاتيني واحد وهو الاورغواي الذي سيواجه اليوم المنتخب الهولندي صاحب الطموحات المعلنة في بلوغ الدور النهائي للمرة الثالثة في تاريخه. الطواحين الهولندية تبدو في أعلى درجات التحفّز بعد نجاحها في قهر المنتخب البرازيلي، ما يعني منطقيا مهمة «سهلة» أمام الاورغواي المفاجأة السارة في البطولة الى حد الآن... المدرب فان مارفيك على العكس من ذلك يقرّ بصعوبة المهمة، لكن يعلم في قرارة نفسه أن لاعبيه لن يفوّتوا هذا الموعد الجديد مع التاريخ خاصة وأن الجاهزية في صفوف المنتخب البرتقالي بلغت أقصى درجاتها، فالدفاع الهولندي تخلص على ما يبدو من عقدة الهشاشة، بفضل ما أظهره كل من ماتيسن وأوبر من صلابة، في حين يبدو خط الوسط بكامل مؤهلاته في وجود شنايدر وبومل وهنا ستكون المنافسة شرسة لأن نقطة قوة الاوروغواي تكمن في هذه المنطقة بالذات، في المقابل ستكون القوة الهجومية الضاربة متمثلة في روبين وفان بيرسي وكويت في مهمة شاقة أمام دفاع منسجم. في المقابل سيدخل منتخب الاوروغواي هذا اللقاء، مبتورا من عناصر فريقه، بداية من المهاجم سواريز الذي ضحى بنفسه من أجل بلوغ منتخب بلاده هذا الدور، الى جانب قلب الدفاع نيكولا لودايدرو الذي خرج مصابا في لقاء غانا، في حين ستسجل التشكيلة عودة القائد دياغو لوغانو... زملاء فورلان ضربوا لأنفسهم موعدا مع التاريخ ببلوغ هذا الدور المتقدم بعد غياب 40 عاما عن جدارة واستحقاق بأداء لفت اليهم أنظار الجميع، جامعين بين الفنيات والقوة البدنية... المدرب تاباريز الذي نسب إليه هذا الانجاز الى حد الآن يبدو مجبرا على إقحام بعض التغييرات على مستوى الهجوم لذلك قد نرى فيسنتي سلانشيز في خطة مهاجم، مقابل التعويل على مارتين كاسيراس في قلب الدفاع... هنا تبدو مهمة الازرق السماوي صعبة أمام منافس يعيش قمة عطائه والاسلوب الامثل هو اللعب بطريقة الهجوم المعاكس الذكي وحتى الانكماش الدفاعي المفرط لن يفيد هذا المنتخب كثيرا... هولندا ترغب في كسب زمام المبادرة والاوروغواي تبحث عن استعادة الزمن الجميل والكفة ستميل للاكثر رغبة في كتابة تاريخ جديد.