تعودنا أن نرى الجمهور يستقبل المدرب واللاعبين بالشتم وأحيانا بالمقذوفات لكن ها أن الجمهور الارجنتيني أبى إلا أن يحيد عن هذه القاعدة حيث خص هذا المدرب وأبناءه بالورود وكلمات المساندة المعنوية وما حدث يمكن أن نضعه في خانة الاستثناءات في وقت أصبحت فيه النتائج الشعار الاوحد والخيار الذي لا مناص منه وهذا يدل على ما يتمتع به الشعب الارجنتيني من روح رياضية وإيمان بامكانات لاعبيه. المونديال والانضباط التكتيكي هكذا إذن سيجمع الدور النهائي بين منتخبين من أوروبا وهو ما يعني أن هذا المونديال سيتوج الكرة الاوروبية وفي ذلك تتويج للانضباط التكتيكي ونحن لو رمنا العودة الى الارشيف لوجدنا أن اللقب كثيرا ما ابتسم للمنتخب الذي تحلى بهذه الخاصية وبالامكان إذن القول ان عهد الجمالية في الاداء ولى واندثر. «جيان» وقوة الشخصية لقطات عديدة اتحفنا بها هذا المونديال وواحدة منها شدت انتباهي وهي قبول المهاجم الغاني جيان تنفيذ ركلة الترجيح في اللقاء ضد الاوروغواي رغم اهداره لضربة جزاء في الدقيقة 123 وفي ذلك دليل على قوة شخصية هذا اللاعب. «الفوفوزيلا» ستكون حاضرة الفوفوزيلا هي بطلة هذا المونديال بلا منازع، فهي صمت آذان المدربين والحكام واللاعبين وحتى نحن المستمعين وهو ما جعلها تكتسب شهرة لا نظير لها. وأنا لا أستغرب شخصيا أن تسجل حضورها بقوة في ملاعبنا خلال بطولة الموسم المقبل الى جانب الشماريخ لما عرف به جمهورنا من حرص على تقليد الاخرين حتى ولو أن الأمر يتعلق بتقاليد شعوب أخرى لا صلة لنا بها.