32 مباراة جرت منذ انطلاق المونديال كان القاسم المشترك بينها كلها الاحتجاج من أمرين لم يقل فيهما خيرا أي مشارك في المونديال سواء كان لاعبا أو مدربا او متابعا هذان الأمران هما الفوفوزيلا وجابولاني. الفوفوزيلا كانت آثارها سلبية على كل الاصعدة اذ تضرر منها اللاعبون والمدربون والجماهير رغم انها اول مستعمليها أما «جابولاني» فلئن تضرر منها حراس المرمى فقد استفاد منها المهاجمون والجمهور لان كرست متعة الكرة المتمثلة في الاهداف. التراث يحميها الفوفوزيلا من صميم التراث الجنوب الافريقي حيث كانت الوسيلة الرئيسية المعتمدة من رئيس اي قبيلة لدعوة منظوريه للاجتماع لذلك عقّب جوزاف بلاتار على الاحتجاجات ضدها بأنه لا يمكنه التدخل في ثقافات الشعوب لكن الغريب ان كل الجماهير الوافدة على بلد المونديال افتتنت بهذه الآلة وصارت تستخدمها بكثافة حتى تحولت كل الملاعب الى خلايا نحل لا تتوقف عن الطنين المزعج رغم الطلبات العديدة بترشيد استعمالها على الأقل. حوار الصم طنين هذه الآلة التي سعت الشركة المنتجة لها الى التخفيف من حدته نوعا ما ولا ندري الى أي درجة من الحدة كان سيصل لولا تلك التعديلات ممّا جعل الحوار بين اللاعبين ومدربيهم منعدما تقريبا اذ يمنع وصول التعليمات الجديدة كما تسبب في نيل اللاعبين لبطاقات صفراء لمواصلتهم اللعب رغم تصفير الحكام عن مخالفات اضافة الى ما تحدثه من قلة تركيز لدى اللاعبين ورغم ان سدادات الاذن التي تم انتاجها بكثافة لحماية الآذان من خطر الفوفوزيلا نفدت بسرعة من الاسواق فإن الاحتجاجات لم تتوقف. «جابولاني» غول الحراس هذا المونديال اقترن باحتجاجات كبيرة من الحراس والمدربين على الكرة المستعملة في المباريات والمسماة «جابولاني» فهذه الكرة خفيفة جدا ورطبة الملمس الى درجة يصعب معها الامساك بها وقد تضرر منها حراس انقلترا والجزائر وغانا ونيجيريا حيث تحدت مهاراتهم وعبثت بمجهوداتهم في المحافظة على عذارة شباكهم اللاعبون ايضا ورغم استفادتهم من الكرة في مغالطة الحراس خاصة عند التسديد من بعيد فإنها اقلقتهم لأنها صعبة الترويض وتفسد حساباتهم عند التمرير في العمق. جرت العادة أن الأفضل استعدادا بدنيا وفنيا هو من يفوز بالكأس في النهاية فهل في هذا المونديال سيتوج الاكثر صبرا على أذى الفوفوزيلا وجابولاني؟