جميل جدا أن تلتقي عزيمة المرأة ورغبتها في التكوين والتعلم رغم الإلتزامات العائلية والمهنيةِ مع رغبة الهياكل المعنية في مساعدتها على اكتساب مهارات جديدة وصقل المواهب الكامنة فيها للتحول إلى مصدر رزق لها ولجميع أفراد العائلة. «الشروق» التقت ببعض الهاويات في مجال الصناعات التقليدية وصناعة التحف والهدايا واستمعت إلى مشاغلهن وطموحاتهن وذلك على هامش معرض أنامل 2 لمنتوجات نادي الرسم على جميع المحامل الذي احتضنته دار الثقافة بالكرم الشرقي على امتداد أسبوع. تنوع العارضات تمتعن بتكوين طيلة سنة كاملة بنادي الرسم بدار الثقافة بالكرم الشرقي حيث تعلمن كيفية تجسيم أفكارهن على البلور وصناعة تحف مزخرفة وجميلة, كما تعلمن الرسم على الحرير وكل واحدة منهن استطاعت أن تقوم بعرض جيد شد انتباه الزائرين وسعاد ونيس محجوب إحدى العارضات قالت للشروق : «شاركت في النادي لأنني أهوى فن الرسم وزادني التوقيت المناسب للتعلم (مرة في الأسبوع) وحسن أخلاق المعلمة وإمكاناتها الكبيرة وسعة صدرها إصرارا على مواصلة حذق هذه الصناعة». وأضافت : «كما شجعني زوجي على التعلم وممارسة هذه الهواية حتى أصبحت حاليا أحذق صناعة التحف بأنواعها وقادرة على توفير أدوات الزينة لمنزلي كما لا أستبعد في مراحل لاحقة المشاركة في معارض للصناعات التقليدية حتى ينتفع الناس بمنتوجاتي وأوسع من خلال ملاحظاتهم تجربتي». وخلف التحف المنقوشة بعناية جلست العارضة حضرية عكروتي وعبرت عن سعادتها بالمشاركة في هذا المعرض الذي يعتبر فرصة جيدة للتعريف بمنتوجاتها كهاوية رغبت في التعلم بدفع من السيدة هالة بن سعد مديرة دار الثقافة . وذكرت أن الرسم على جميع المحمولات ليس عملية سهلة بل يتطلب سعة صدر وتكاليف كبيرة حيث تتطلب علبا من الألوان وأواني للزينة وأدوات للتلوين. وأفادت الفة والي أنها تنشط منذ سنتين بالنادي وتعلمت الكثير على يد المنشطة إبتسام باي الضميد ولا زالت ترغب في التعلم لأن الرسم هو فن والفن يتطلب «الغرام» والممارسة في آن واحد .واعتبرت أن المرأة التونسية قادرة على فعل الكثير رغم تعدد مسؤولياتها وحمدت الله أنه يوجد تجاوب بينها وبين الهياكل المعنية بالتكوين لأنها تثبت في كل الفرص التي تتاح لها أنها فاعلة. بعث المشاريع لا تقف أغلب طموحات العارضات عند حد الهواية وصناعة الأدوات لتزيين منازلهن فحسب بل تتعداها للرغبة في بعث مشاريع صغيرة تكون بمثابة مصدر الرزق لها ولجميع افراد العائلة والعارضة حضرية هي واحدة منهن حيث عبرت عن رغبتها في بعث مشروع وذلك إن مدت لها الهياكل المعنية يد المساعدة خاصة فيما يتعلق بالتمويل. وأكدت أنها تملك روح المبادرة لبعث المشروع عسى أن يكون نقطة النور في حياتها ويمكنها من مساعدة زوجها على تربية أبنائها الثلاثة. وألفة والي أيضا تطمح إلى بعث مشروع لإعداد الأواني لأن آفاق ترويج هذه المنتوجات متوفرة ببلادنا والمواطن التونسي يهتم بديكور وجمال المنزل كما انها ورغم عدم توفر الحاجة المادية تحتاج إلى نحت ذاتها من خلال الخلق والإبداع والإبتكار. وعرجت أغلب العارضات على رغبتهن في المشاركة بالمعارض والتظاهرات للتعريف بالمنتوج وترويج ما أمكن ترويجه وطالبن بمجانية العرض لأنهن هاويات وليست لديهن الإمكانات المادية الكافية.