ثلاثون يوما من التنافس... ثلاثون يوما من الامتاع ثلاثون يوما من التقلب ومن المفاجات ومن مراوغات الحظ .. ثلاثون يوما هي حياة المونديال مر منها 29 يوما و بقي يوم سنعيشه اليوم وهو احلى ايام البطولة وبختامه سوف يسعد البطل وسنرى دموعا وأهات للمنهزم .. عندما سيعطي الحكم الانقليزي هوارد ويب ضربة البداية للمباراة ستكون قلوب كل عشاق كرة القدم تخفق انتظارا وتخفق املا بمباراة ترتقي الى اقوى درجات التنافس بين منتخبين اثبتا جدارتهما باللعب من اجل اللقب.. واللقب قد يلعب اليوم على بعض الجزئيات الفردية خاصة وان المنتخبين يجمع بينهما بعض التشابه التكتيكي سواء في الدفاع او في وسط الميدان وصولا الى الهجوم مع كرة قدم تعتمد على المهارات و بهارات اللمسات الفنية التي تكتنزها ارجل لاعبي المنتخبين . المنتخب الاسباني الذي امتع واقنع في الدور نصف النهائي وازاح المنتخب الالماني العتيد يعلم ان هذه فرصته التاريخية للتتويج بكاس العالم لاول مرة في تاريخه وهو يملك الامكانات لتحقيق ذلك معززا برصيد بشري قوي ومتالق ومتذوق جيد جدا للالقاب فسباعي برشلونة الذي يعتمد عليه المنتخب الاسباني تذوق كل الالقاب الممكنة في حياة لاعب كرة القدم ولم تبق الا هذه الكاس العالمية . وبعد ان فازوا بكاس الامم الاوروبية قبل سنتين يكون من المنطقي جدا لزملاء الحارس الكبير ايكر كاسياس ان يحلموا بالتتويج العالمي بدفاعهم المتماسك والاحسن في البطولة بقيادة بيول وبيكي وهو لم يقبل سوى هدفين فقط منذ بداية المونديال .اما عن وسط الميدان فحدث و لا حرج فتلك ارض القوة ومخرجها من «الونزو» و»بوسكاتس» وصولا الى الساحرين المبدعين القويين «تشافي» و»انيستا» لا وسط ميدان اقوى منهم ولا اداء يرتقي لمثل ما تقوم به هذه الكتيبة وبالتالي فان خط الهجوم يجد ضالته التهديفية دون عناء و لو انه في وجود هداف بالفطرة ومتالق لا يؤمن الا بهز الشباك اسمه «فيا» لا يمكن الا ان ننتظر القوة الهجومية والاهداف الاسبانية وعليه ليس بغريب ان يتصدر فيا صدارة الهدافين وان يحلم بلقبها الشرعي . من الجانب الهولاندي ترفع القبعات احتراما لورثة كرة القدم الشاملة فهذا المنتخب البرتقالي كان من مباراة الى اخرى يقول للجميع انه من حقه هذه المرة ان يتطلع للقب العالمي و خاصة للفوز به بعد ان اخفق مرتين خلال دروتي 1974 و 1978 في الامتار الاخيرة . واذا كان سنايدر رمز النجاح لهذا المنتخب وهو ينافس الاسباني فيا على الفوز بلقب بطولة الهدافين فان وجود «روبين» والذي تاثرت مشاركاته باثار اصابة الا انه كلما نزل كان الحل الذي ياتي بالفرج .ويمنح «فان بومل» الثقة في وسط الميدان اما في الدفاع فان خبرة القائد» فان بروك هوست» قالت وتقول كلمتها ولو ان الدفاع الهولاندي لاح عليه الاهتزاز مقارنة بدفاع المنتخب الاسباني حيث قبل 5 اهداف . المميز في المنتخب الهولاندي هو تلك الشخصية الكروية الواضحة المعالم والتي لا تابه لاي منافس حتى ولو كان المنتخب البرازيلي الذي كان اعترض سبيله في الدور ربع النهائي وبالرغم من تقدمه في النتيجة الا ان الهولانديين قلبوا عليه الطاولة واخرجوه من البطولة بفوز استقرت نتيجته على (21). .. هي مباراة مفتوحة .. مباراة لن تخلو من الاهداف بالنظر الى التوجه الهجومي الواضح لكلا المنتخبين لن تعقدها الحسابات التكتيكية وستثريها المهارات الفردية وقد تكون حاسمة ربما في تحديد مسار اللقب . الفرحة اسبانية ام هولاندية ليس ذلك المهم .. المهم ان عشاق الكرة لن يندموا على متابعة عرس المونديال والتمتع بما سيقدمه نجوم المنتخبين من كرة مقدودة من السحر والابداع الذي لا مثيل له .