يمكن لتونس أن تفاخر برهانها على التعليم وتكوين العقول، وباستثماراتها الكبيرة في اتجاه ترسيخ مجتمع المعرفة وصناعة الذكاء. وفي الحقيقة، فإن هذا التوجه انطلق منذ بداية دولة الاستقلال التي خصصت جزءا مهما من ميزانيتها للتربية والتعليم لمقاومة الجهل والأميّة، وأقرّت التعليم المجاني والاجباري. وضاعف المشروع المجتمعي للتغيير الاهتمام بالتعليم والمعرفة وتنمية الموارد البشرية كخيارات ثابتة لكسب الرهانات في دولة تفتقر للثروات والموارد الطبيعية فكانت مقاربة مثمرة ورفعت منزلة تونس عاليا ضمن مؤشرات التربية والتعليم. وحرصت القيادة في تونس على اصلاح وتطوير المنظومة التربوية والتكوينية وعلى تجديد محتوى البرامج والارتقاء بجودة التعليم وتعميق توجهه التنويري وادماج تكنولوجيات الاعلام والاتصال والمحامل الرقمية فيه. ولم تتأخر نتائج هذا الاصلاح والتطوير، إذ ارتفعت نسب النجاح والتميّز في كل درجات ومستويات التعليم وترسخت عقلية النبوغ والتفوّق لدى التلاميذ والطلبة بما يتيح تحقيق صناعة الذكاء ومجتمع المعرفة. التفوّق العلمي التونسي يجسّمه الطلبة التونسيون الدارسون بالخارج في أشهر وأكبر الجامعات ومراكز البحث الاوروبية والأمريكية من خلال تميزهم وتحقيقهم لأفضل النتائج. ولا شك أن القرارات الجريئة التي حفل بها خطاب رئيس الدولة أمس بمناسبة يوم العلم ستعطي دفعا لكافة مكوّنات المنظومة التربوية والتعليمية كما يضمن مزيد تجويد البرامج التعليمية والنهوض بتدريس اللغات وتوسيع الشراكة بين مراكز البحوث والجامعات وأيضا المؤسسات الاقتصادية للاستفادة من البحوث الجامعية التطبيقية والاستجابة لحاجيات سوق الشغل وتطوير تشغيل أصحاب الشهائد العليا بما يرفع من نسبة تأطير المؤسسات الاقتصادية وبالتالي قدرتها التنافسية.