عقدت جمعية صيانة وإنماء مدينة الكاف مؤخرا جلستها الانتخابية بمقرها الكائن بدار الكاهية تحت إشراف السيدان معتمد الكافالشرقية ورئيس البلدية. وتمت الجلسة بحضور جيد خصوصا من المغرمين بتاريخ المدينة ومعالمها والذين رافقوا الجمعية منذ تأسيسها عام 1977 في مسيرة تثمين تراث الكاف الحضاري والحفاظ عليه، كما شهدت الجلسة طرح العديد من التدخلات التي تخص ضرورة التدخل العاجل لصيانة بعض المعالم المهددة بالتداعي وتقدم مشاريع توظيف المعالم الأخرى، وكذلك تطوير عمل المكتب الفني الذي سيتكفل بإعداد الدراسات الفنية ومتابعة أعمال الصيانة. وتتميز جمعية صيانة وإنماء مدينة الكاف منذ إنشائها بتحديات استثنائية لإشرافها على صيانة مدينة يكاد يكون أغلبها آثارا وطنية تمتد منذ ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث عندما كانت مدينة الكاف تسمى «بلاد الكرسي» في إشارة إلى العلاقة الوثيقة لمدينة الكاف بكرسي الحكم الحسيني. وفي هذا الإطار، تعج مدينة الكاف بالآثار الرومانية التي ما تزال في وضع ممتاز بالإضافة إلى معالم العصر الحديث والذي تمثله المدينة العتيقة وخصوصا قصبة الكاف التي تعد معلما فريدا في البلاد التونسية من حيث المعمار والحجم الكبير الذي سمح بتحويل جزء منها إلى مسرح في الهواء الطلق في أعلى مدينة الكاف، فيما ينتظر الجزء الباقي مشاريع الصيانة. وتسهر جمعية صيانة وإنماء مدينة الكاف على إحياء التراث العتيق للجهة مثل عيد مايو الذي يستحضر احتفالات سكان الشمال الغربي وخصوصا سكان مدينة الكاف بالربيع والطبيعة. ويطمح المكتب الجديد للجمعية إلى تحقيق قفزة جديدة في مشاريع صيانة المدينة خصوصا بتفعيل نشاط المكتب الفني، والتركيز على تحسيس سكان المدينة بأهمية الحفاظ على التراث وعلى هوية المدينة. وأسفرت الجلسة العامة الانتخابية لجمعية صيانة وإنماء مدينة الكاف مؤخرا عن انتخاب السيد عمار ثليجان رئيسا، وهو معروف بمتابعته منذ أعوام عديدة لمشاريع الصيانة وتطوير الأفكار التي توظف تراث المدينة، والسيد عادل الورغي نائبا له. كما تضمن مكتب الجمعية السادة خالد شيدة والأمين المساهلي والهاشمي العوادي ونسيم قديش ورشيد بوعلاق مجدولين الشارني أعضاء.