ذكرت مصادر من جمعية صيانة وإنماء مدينة الكاف أن «عيد ميو» الذي تعودت الجهة أن تحتفل فيه بقدوم الربيع منذ آلاف السنين، ثم تحولت في العصر الحديث إلى مهرجان لتثمين تراث الجهة سوف يكون في هذا الموسم من 8 إلى 15 ماي القادم. وتستعد جمعية صيانة المدينة التي تشرف على المهرجان لتغيير شامل في برنامج الاحتفالات يمكن اعتباره ثمرة الثورة التونسية المباركة حيث سيكون إبداع شباب الثورة من موسيقى ومسرح وفنون جميلة موضوع أهم برامج هذه الدورة. وفي الأصل، يعتمد مهرجان ميو على تراث الكاف والشمال الغربي بصفة عامة وخصوصا الأكلات الشعبية التي أثبتت قيمتها الصحية عبر القرون وأساسا أكلة «البرزقان» وهو نوع من الكسكسي المطبوخ بالغلال والفواكه. غير أن الدورات الأخيرة من مهرجان «ميو» جعلته يتحول إلى مجرد حفلة كسكسي في قصبة المدينة بتذكرة دخول لا تقل عن 50 دينارا للفرد مما جعل أهالي الكاف يهجرون هذا المهرجان أو يكتفون بالاحتفال به في بيوتهم. وأضافت مصادر الجمعية أن هذه الدورة سوف تشهد تنظيم عدة ملتقيات للمهندسين والمعماريين الشبان حول أهمية المدن التاريخية بالشمال الغربي، اعتمادا على مديني الكاف وتستور أنموذجا. كما ستضم هذه الدورة ملتقى حول الاستثمار في السياحة الثقافية وهي الكنز الضائع في الجهة رغم أن أول مخططات السياحة التونسية انطلقت من مدينة الكاف لتختفي بعد ذلك بأعوام قليلة. وسيكون نصيب الصناعات التقليدية كبيرا في عيد ميو، حيث سينتظم معرض للمنتوجات المحلية مع أسبوع مخصص لورشات التكوين والتأطير المفتوحة للعموم. وكما هو منتظر وطبيعي، سوف تكون للأكلة الشعبية وللتغذية الصحية مساحة كبيرة مع تنظيم مسابقات بين مدارس الطبخ والسياحة وبين ربات البيوت في الشمال الغربي لتثمين الفوائد الصحية لتلك الأكلات التي تعتمد على منتوجات طبيعية، من المؤكد أن لها فوائد علاجية كبيرة. بالتوازي مع ذلك، سوف يتم استغلال كل الفضاءات لتنشيط المدينة بالعروض الفنية المتنوعة، فيما سيكون للطلبة نصيب من تلك النشاطات في المبيتات والأحياء الجامعية. وتقول عدة مصادر في الكاف أن عيد «ميو» لهذا العام سيوف يكون مناسبة لعودة الكثير من أبناء الجهة من الإطارات والمسؤولين والمثقفين للتداول حول أفضل السبل للنهوض بالجهة وتقديم المقترحات خصوصا في مجال الاستثمار الثقافي والسياحي.