نصادف يوميّا وسط المدينةمساكن آيلة للسقوط وعمارات مهدّدة بالإنهيار وأخرى هرمة جدا أكل عليها الدّهر وشرب حتى أصبحت منحية مما ينبئ بنفاد مدّة صلوحيتها وهنا يطرح السؤال نفسه : من المسؤول عن هذه الحالة؟ وأين جمعية صيانة المدينة من كل هذا حالة هذه المساكن تهدّد في كل لحظة القاطنين بها ورغم ذلك يستمرّون في العيش داخلها معرّضين أنفسهم وأطفالهم للخطر ومبرّرهم الوحيد أنه ليس لهم مأوى آخر وليست لديهم إمكانيات كافية لتغيير المسكن الآيل للسقوط بآخر صالح للسّكن حتى وان كان ذلك على وجه الكراء. النهوض بالمدينة العتيقة وفي خضمّ هذه المعاناة حاولنا معرفة دور جمعيّة صيانة المدينة وكيفية تدخّلها في هذه الحالات وأهمّ الشروط التي يجب توفّرها لتحسين هذه المساكن وفي هذا السياق إلتقينا السيدة فايقة بجاوي مهندسة معماريّة بجمعية صيانة المدينة وكاهية مدير مكلّفة بالتهذيب التي أفادتنا في بداية حديثها أن جمعية صيانة المدينة تمّ بعثها منذ سنة 1967 للنهوض بالمدينة العتيقة وتحسين مستوى عيش سكّان «المدينة العربي» لكن هذا التوجّه الإجتماعي لم يمنعها من المحافظة على شكلها التراثي العتيق رغم الدور الكبير الذي تلعبه في إعادة تهيئة وتهذيب وترميم بعض المساكن والطرقات. إعادة بناء «الوكايل» وتضيف السيدة فايقة بأن جمعية صيانة المدينة قامت بعدة إنجازات هامة كإعادة هيكلة الحفصية مع المحافظة على طابعها العتيق وغيّرت شكل المعيشة لدى المتساكنين بالوكايل حيث أنها هدّمت وأعادت بناء هذا النوع من المساكن ورمّمت البعض الآخر المحتوي على معالم أثريّة وهذّبت البقية وتمّ منح متساكني الوكايل مساكن أخرى أصبحت حاليا على ملكهم بدوّار هيشر والعقبة وسيدي حسين بعد تمكينهم من قروض ومازال هذا المشروع متواصلا الى أن يتمّ القضاء نهائيا على «الوكايل» بمفهومها القديم وتؤكد في نفس الإطار بأن هذا النوع من المساكن لم يعد حاليا يهدّد حياة المتساكنين من ناحية البناء ولا من ناحية طريقة العيش. متابعة مجانيّة لكن رغم هذا التدخّل للجمعية إلا أننا الى يومنا هذا مازلنا نشهد مساكن وعمارات قديمة آيلة للسقوط تهدّد حياة متساكنيها وتنبئ بالخطر ولا يبدو لنا ان الجمعية تدخّلت لفائدة هؤلاء وفي هذا السياق تؤكد محدثتنا ان الجمعية تعلم ذلك لكنها لا تستطيع التدخّل في بعض الحالات خاصة اذا كان العقار على ملك الأجانب أو أن هناك إشكال على مستوى الملكية أو على مستوى تعدّد الورثاء ولهذه الأسباب لا يمكن للجمعيّة أن تتدخّل لفائدة الجميع كما أن المدينة العتيقة تضمّ 100 ألف ساكن على مساحة 300 هكتار لا يمكن التدخّل لفائدتهم في نفس الوقت كما أن الجمعيّة تموّلها البلدية ولا تأخذ لا تبرّعات ولا هبات ورغم ذلك تمكّنت من إعطاء قروض لفائدة 700 شخص بعد القيام بدراسة كل ملف وبعد إعداد لملف الفنّي من قبل مهندسي الجمعية ومتابعة الأشغال وكل ذلك بصفة مجانيّة هذا وتشير السيدة فايقة أن للجمعية مكتب دراسات عمومي يقوم بدراسة كل الحالات الموجودة في المدينة العتيقة ويقوم أيضا بدراسة المشاريع الجديدة. نسبة فائض محدودة وبخصوص كيفيّة الحصول على قروض أكّد لنا نفس المصدر أنه بعد دراسة الملفّات وبعد تبيّن عدم وجود أي إشكال يتمّ تمكين المستفيد من القرض الذي يتراوح بين 5 و100 ألف دينار على ثلاثة أقساط القسط الأوّل في حدود ٪10 والقسط الثاني في حدود ٪40 والثالث في حدود ٪50 ومتابعة الأشغال من قبل المهندسين تستمرّ الى غاية نهاية الأشغال وبالنسبة لتاريخ دفع أقساط القرض يبدأ بعد سنة من تاريخ نهاية الأشغال بفائض في حدود ٪5 إلا أن هذا التدخّل بالنسبة للعائلات المعوزة وللحالات الخاصة يبقى مجانيّا. مشاريع بصدد الإنجاز أما بالنسبة لمشاريع الترميم فتشير السيدة فايقة ان الجمعية قامت بترميم بعض المساجد والمسرح البلدي والسوق المركزيّة كما قامت بترميم بعض المدارس (المنتصرة/الأندلسية/الزاوية البكرية) وأعادت توظيفهم في مجالات أخرى أما عن المشاريع بصدد الإنجاز فهي تقوم حاليا بإنجاز مسلك ثقافي ينطلق من نهج سيدي بن عروس الى زاوية سيدي ابراهيم الرياحي ويتمثّل أساسا في تجميل الواجهات وتغيير قنوات المياه والتطهير وتغيير الأسلاك الكهربائية والهاتفية بأخرى تحت الأرض وسيشهد هذا المشروع نهاية أشغاله في الأسابيع القادمة