«نعم صابر الرباعي رفض أن يكون رئيسا شرفيا للجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا، نحن كجمعية حرصنا على ذلك لعدة اعتبارات أولها أن صابر نجم عربي كبير وثانيها أنه ممثل النوايا الحسنة لليونيسيف إلا أنه رفض». هذا ما أكده رئيس الجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا الدكتور الأستاذ عبد المجيد الزحاف خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر «الشباب والحياة» بصفاقس مرفوقا بالسيد سالم الأجنف عضو الجمعية وبممثلي فروع الجمعية بكل الولايات بالبلاد للتعريف بفقرات الاحتفالات بالذكرى العشرين للتأسيس. الاحتفالات تمتدّ على طول العام وتقوم على حملات تحسيسية متنوعة بمختلف الولايات وتركز في هذه الصائفة على المدن الساحلية وتحديدا بالشواطئ باعتبارها هي الفضاء الأمثل في مثل هذه الفترة للالتصاق بالشبان وتحسيسهم بخطورة الفيروس وضرورة التوقّي منه. من أعلى نقطة بالشمال تقريبا الى آخرها بالجنوب يتوزع الشبان المؤمنون بضرورة توعية أندادهم للتحسيس بالخطورة وبتوعية الشبان بضرورة تجنب العلاقات «العشوائية» والاتصالات الجنسية التي تتسبب في الاصابة بالفيروس القاتل. الدكتور الزحاف تحدث طويلا عن دور الاتصال المباشر للتحسيس وعن ضرورة رفع الأقنعة للحديث مبرزا أن تونس قطعت شوطا كبيرا في هذا السياق ومبينا أنه لا مجال للمقارنة بينها وبين بعض الدول العربية المسلمة التي لم تقتنع بضرورة فتح الملف بصراحة وجدية إلا في السنوات الأخيرة على أن بعضها مازال يحرص على التكتّم والسرية. عدد المصابين بالسيدا في تونس ليس ثابتا ودقيقا، فالعديد من المرضى وعائلاتهم يخفون الداء، لكن الثابت حسب الدكتور الزحاف أنه لا يقلّ عن 1500 مصاب ومصابة في تونس 500 منهم لقوا حتفهم والقائمة قد تطول ما لم نرفع القناع ونتحدث بصراحة وبلا مركبات، فالسيدا مرض ككل الأمراض وصاحبه ليس بطلا بل ضحية في نهاية المطاف. وكتعليق سريع عن هذا الرقم غير الرسمي، قال رئيس الجمعية انه رقم غير مفزع وغير مخيف، فبعض الدول القريبة منا سجلت أرقاما مضاعفة بمرات مقارنة بما سجلناه في تونس، ومع ذلك لا بد من التوقي والتحسيس بشكل جدي وبتوخي طرق الاتصال المباشر. ويؤكد الدكتور الزحاف أن المصابين بالسيدا المعلنين ليسوا من أوساط الشبان فقط، بل ان المرض طال حتى الكهول بل وبعض الشيوخ رافضا تقديم توضيحات أكثر باعتبار أن عدد هذه الفئات العمرية قليل جدا مبينا أنه تمّ تشريك كل الفروع بالجهات مع تشريك الديوان الوطني للأسرة بصفاقس وبعض الفروع بولايات الوسط والجنوب والشمال للتحسيس في أوساط الشبان والكهول و«المومسات» وحتى الشواذ. وعن المطرب صابر الرباعي الذي رفض قبول صفة رئيس شرفي للجمعية، قال الدكتور لعل مطربنا لا يقبل أن يلتصق إسمه باسم السيدا، مبيّنا أنه لو قبل لكان لنجوميته التأثير الكبير في مساعدة أبناء وطنه بل وكل أبناء المنطقة العربية، مشيرا الى أنه يبحث حاليا عن نجم تونسي آخر يقبل هذه الصفة التي تدعم مجهود الجمعية.