لماذا هبط سعر الدينار التونسي هبوطا حرّا والى أسفل السافلين في أسواق القش المدعوم للبقر الذي لا حليب له في الضرع وللعجول السائبة في الزرع فلا هي سمنت وأغنت من جوع ولا «هُمْ» كفوا عن «تعشعيشها»!!؟ هذا السؤال لم أسمعه في اتحاد الفلاحين، ولا في منظمة الدفاع عن المستهلك، ولا في فرق مراقبة الأسعار، ولا في جمعية الرفق بالحيوان، ولا حتى في بورصة الأوراق النقدية، ولا في أوساط تجار الاعلاف المحلية والمستوردة، وإنما هو سؤال يشكّل عندي مرض حساسية يتملّكني كلّما سمعت كلمة مهرجان، ولا أحد وجدت عنده الوصفة الشافية. لا «عمّي الشيفور» ولا «نانا» ولا «اللاّرة» و«لا هم يغنون ولا هم يحزنون». فكم من بقرة خارت وروثت على الركح وعوض أن يكون أجرها «بالة» قش في أحسن الحالات تتلقى وهي محمودة ومشكورة ومبجلة عشر، وعشرين، وثلاثين وأربعين «بالة» فلوس؟ وكم من عجل محلي أو مستورد هاج وماج وخار وثار على الركح وكان «مقطع الرباط» عوض أن يكون مربوطا، وعوض أن يكون أجره حزمة «قرط» في أقصى حالات التبجيل والتكريم «يمنحونه» عشر وعشرين وثلاثين وأربعين «بالة» فلوس و«آه يا لا لنّي وعاود يا لا لنّي». ويبقى السؤال الحقنة لهذا المرض المزمن هو: لو لم تكن موازين المهرجانات متأتية من رزق «البيليك» هل كنا نسمع بأن الفلوس ب«البالة» وبأن «بالة» الفلوس أرخص ثمنا من «بالة» القش في أكثر من مهرجان للقش المدعوم 100٪. لا جواب عندي سوى: