توقّع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط «أليستر بيرت» أن يكون هذا الصيف صعبا في المنطقة إذا ما تواصل تعثر مفاوضات السلام، مؤكدا أنه إذا لم تتحرك الأمور أو تتحسن فإنها «ستسوء ولا نعرف عواقب ذلك». وقال «بيرت» في مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرت أمس إن «هناك شعورا بالقلق والإحباط لدى الناس في المنطقة وتشاؤما بأنه إذا لم تتحرك الأمور... فإن هذا الصيف سيكون صعبا... هذا شعور قوي في سوريا ولبنان». وأضاف الوزير البريطاني قائلا: «نحن نعي تماما أن هذه سنة مهمة ونعي أن الإحباط مأتاه عدم تحقيق تقدم... نريد أن تنجح المفاوضات وأن تنتقل مباحثات التقارب إلى مرحلة المفاوضات الكاملة لأننا لا نعرف عواقب عدم حدوث ذلك»، وأوضح أن هدف زيارته الأخيرة الى دمشق وبيروت كان لتأكيد مدى أهمية مفاوضات السلام في الشرق الأوسط بالنسبة الى الحكومة البريطانية. ونفى الوزير البريطاني أن تكون بلاده تسعى الى التوسط بين سوريا وإسرائيل لإعادة إطلاق عجلة المفاوضات غير المباشرة بينهما، مشددا على أن لندن «تشجع عملية التقارب»، وموضحا أنه «من الواضح أننا مهتمون بأي شيء يحرك عملية السلام... ودورنا أن نكون على علاقة مع كل الأطراف المعنية ونرى ما هي مجالات التقدم». وانتقد «بيرت» إعلان كيان الاحتلال الصهيوني إعادة بدء بناء وحدات سكنية في القدسالشرقية، بعد 9 أشهر من تجميد بناء المستوطنات هناك، وقال إن «قرار إسرائيل هذا لا يساعد، قلنا إن سياسة المستوطنات الحالية تعتبر عقبة أمام عملية السلام والمفاوضات، ونعتقد أن سياسة المستوطنات خاطئة، وندعم تعليقها». وفي اتجاه آخر اتهم الوزير البريطاني «حزب الله» اللبناني بلعب دور في التوترات بين قوات السلام الدولية المنتشرة في جنوب لبنان «اليونيفيل» وأهالي بلدات جنوبية. وقال: «يبدو أنه من المستبعد ألاّ يكون حزب الله متورطا في التوتر بين الأهالي واليونيفيل، نظرا الى وجوده القوي في المنطقة. ولكن من الصعب الحصول على تأكيد على ذلك، إلا أن وجودهم القوي في المنطقة يوحي أنهم حثّوا على التوتر». ورفض «بيرت» التعليق على تقارير إسرائيلية عن تحويل «حزب الله» ل160 قرية جنوبية إلى مخازن أسلحة، رغم حديثه عن «قلق بشأن تقارير حول تكديس الأسلحة». وقال: «لا يمكن التعليق على ما تشتبه إسرائيل بأنها وجدته في المنطقة، ولكننا حصلنا على التزام واضح من الحكومة اللبنانية أن الجيش سيعمل عن كثب مع اليونيفيل لكي يتمكنوا من أداء عملهم». وأضاف: «القرار 1701 لا يتعلق فقط بالأرض بل بنزع السلاح أيضا. لذلك إذا كان القرار سيطبّق يجب أن يتم هذا العمل ويجب أن تكون هناك علاقة جيدة مع اليونيفيل وعلى «حزب الله» أن يكون قادرا على الاستجابة».