من العلامات الايجابية التي رافقت تحضيرات النجم خلال هذه الصائفة استعدادا لموسمه الجديد الحسم المبكر في اختيار المدرب محمد فاخر والتعاقد معه في وقت قياسي مما جعل الشروع في الاستعداد ينطلق على وتيرة التمحيص والتروي في بقية المسائل الأخرى لعل من أهمها ملف التعزيزات والانتدابات التي تعامل معها الساهرون على شؤون الفريق بتنسيق وتكامل كبيرين مع كل ما أراده الجهاز الفني. لأجل ذلك كانت التعزيزات مركزة وموجهة ومتجاوبة مع احتياجات الفريق قطعا مع ظاهرة تكديس اللاعبين، وما يرافق ذلك من تغليب الكم على الكيف.. والواضح وفق الأسماء التي انتدبها النجم وخصوصياتها الفنية والتكتيكية أن معظمها إن لم نقل كلها ستكون أساسية في التشكيلة التي سيختارها المدرب محمد فاخر منذ البداية.. فإلى أي حدّ يمكن الاقرار بمشروعية هذا الرأي وماهي مستندات ذلك؟ الأولوية للهجوم كل الذين تابعوا سير التعزيزات في النجم الساحلي لاحظوا دون شك أنها انطلقت بضم المهاجم النيجيري كينغ أوسانغا الى جانب استرجاع الغاني صديق أدامس ثم انتداب مروان بلغول ولمجد الشهودي واستقدام سيلفا دوس سانطوس بما يقيم الدليل على الحرص الأكيد لاثراء وتدعيم الخط الأمامي.. وفي قراءة للمراحل التي قطعتها تحضيرات النجم ثمة أكثر من مؤشر على أن كل هذه الأسماء الوافدة ستكون ضمن التركيبة الأساسية بعد أن أثبتت في مختلف اللقاءات الودية على قلتها بأنها فعلا تحمل الاضافة التي يحتاجها فريق جوهرة الساحل وباستطاعتها توفير الحلول اللازمة على مستوى النجاعة. دانيالو وبلغول في صميم التوجه وفي باب آخر نجح النجم في اقتناص وجلب موهبة فذة تعد من خيرة ماهو موجود على الساحة من اللاعبين الواعدين والعناصر القادرة على مزيد الاشعاع والتألق.. والمعنى هنا ليس سوى ابن جرجيس مروان بلغول الذي يجمع ما بين علو الكعب والمقدرة على تعاطي أكثر من دور وخطة بنجاح.. فهو متوسط الميدان الذي لا تهدأ له حركة ولاعب الرواق الذي سرعان ما يتحول الى مهاجم اضافي يمنح الجهاز الفني أكثر من حل اضافي فكان انتدابه صائبا شأنه شأن البرازيلي دانيالو بوينو الذي ارتاحت لقدومه كل الأطراف التي حرصت على انتدابه لايمانها العميق بحجم الاضافة التي سيقدمها لوسط الميدان وخاصة المهاجمين الى جانب حسن تعامله مع الكرات الثابتة ومعاضدته المستمرة لزملائه ورؤيته الشاملة للميدان. وحين نلقي نظرة على رصيد النجم في نسخته الجديدة نجد أن جل العناصر الموجودة ماسكة بناصية الخبرة والتجربة على غرار أيمن عبد النور ورضوان الفالحي وسيف غزال وعادل الشاذلي ومحمد علي نفخة وغيرهم فيصبح من الموضوعية بمكان حين نتحدث عن «فتوحات» مرتقبة للنجم في رهاناته الوطنية والقارية بما أن الجهاز الفني عمل على امتداد فترة التحضيرات على استخلاص تركيبة تجمع ما بين تجربة أصحاب الخبرة وطموح الشبان. مهدي المرزوقي.. الاكتشاف لئن توفق القائمون على شؤون النجم في استرجاع عديد اللاعبين بعد غربلة معمقة وعقلانية للرصيد البشري.. فإن نوعية أخرى من التعزيزات التي تحسب لعراقة فريق جوهرة الساحل واشعاع اسمه وتفرد سياسته يمكن تصنيفها في باب المفاجآت مثال ذلك اللاعب القادم من نادي حمام الأنف مهدي المرزوقي لينال هذا الأخير إعجاب الجميع فارضا امكاناته كمتوسط ميدان دفاعي ذكرهم بالرائع على الدوام رياض البوعزيزي وشكل فعلا الاكتشاف الموفق الذي من شأنه أن يطرح حلولا اضافية على مستوى الخطة التي يشغلها. منافسة مفتوحة إذا ما سلمنا بقدرة المنتدبين الجدد على الدخول الفوري في صلب الموضوع عبر اعتمادهم في التشكيلة الأساسية كل حسب ما لديه من امكانات وخصال يقع توظيفها وفق ما تقتضيه المتطلبات التكتيكية للجهاز الفني، فإن ما لا يجب أن يغيب عن الأذهان وضع المدرب محمد فاخر جميع اللاعبين على قدم المساواة عبر منح الفرصة لكل ذي مقدرة على الاضافة والتجاوب مع الرسم التكتيكي وهو ما أفرز روح المنافسة المفتوحة ونزع مبدأ الأساسي «باز» من عقول اللاعبين بما أن المتأمل في الطريقة التي يعمل بها محمد فاخر ومساعده محمد المكشر يخلص الى استنتاج مفاده أن الأولوية تظل دوما للأكثر استعدادا.. في كلمة كلهم أساسيون لدى المغربي محمد فاخر وهي العقلية التي أصبحت سائدة والبقاء للأفضل.