انطلقت صباح أمس بالعاصمة فعاليات الندوة الفكرية السياسية «المشروع القومي العربي وإعادة بناء الذات» التي ينظمها «حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي» بحضور الأمناء العامين للأحزاب السياسية التونسية وعدد من المفكرين والمثقفين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ولبنان وفلسطين. وأكد الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في كلمة افتتاح التظاهرة أن الندوة ستبحث في «وحدة الأسلوب للنهوض بالواقع العربي الذي يعاني من الاحتلال والتجزئة والتخلف الاقتصادي والديمقراطي». وتساءل أحمد الاينوبلي عن أسباب هجرة الشباب العربي منابر السياسة بل هجرة بعضهم لتاريخ أمته وجغرافيتها .. حتى وصل الأمر إلى حد المراهنة على دبابات العدو وبوارجه وسفاراته لتحقيق المستقبل وأيضا على مشاريع الوهم السياسي الديني المنفلت عن قوانين التاريخ والواقع القومي . وقال في هذا السياق: «إن الاستعمار الخارجي بتعدد مشاريعه وتنوع أساليبه يقتحم الحصون السياسية والاقتصادية والثقافية للأمة ويهتك الخصوصيات القومية والوطنية مرة باسم نهاية التاريخ وأخرى باسم مكافحة الإرهاب ومرات باسم نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الفردية.» وطرح الاينوبلي إشكالية الاستفادة من دروس التاريخ لبناء المشروع القومي الجامع دون السقوط في بؤر المشاريع الأجنبية ودون المساس بالمكاسب التي تحققت في واقع الأقطار العربية. من جانبه دعا محمد بوشيحة الأمين العام ل«حزب الوحدة الشعبية» إلى تحصين المشروع القومي من خلال إعادة بناء الذات العربية القادرة على المواجهة . وأكد في كلمته أن الأوضاع الراهنة التي تمر بها الأمة العربية من انقسامات سياسية ومذهبية وطائفية إضافة إلى المخططات الامبريالية والصهيونية هي نتاج لغياب مشروع قومي واضح الملامح . بدوره, اعتبر إسماعيل بولحية الأمين العام ل«حركة الديمقراطيين الاشتراكيين» في كلمته: أن المغرب العربي ليس عملا مناقضا للوحدة العربية بل هو لبنة مع التنظيمات الإقليمية الأخرى في بناء صرح الوحدة العربية التي تبقى الهدف النهائي. وأضاف أن الوحدة العربية تبقى هدفنا وبناء دولتها وسيلتنا مشيرا إلى أن هذا الأمر يبقى رهين الإرادة المشتركة لنحو 400 مليون من العرب.. يسعون خطوة خطوة ولكن بعزم على الوصول إلى الوحدة. من جهته , رأى منذر ثابت الأمين العام ل«الحزب الاجتماعي التحرري» أن مقدرات المنطقة العربية وطاقاتها تؤهلها نظريا للتشكل كقطب دولي فاعل وأن غلبة التكتلات على الدول المنعزلة والمنفردة تؤكد جدارة وراهنية الوحدة العربية . وتتواصل أعمال الندوة اليوم وغدا, حيث من المنتظر أن تشهد جلساتها محاضرات حول علاقة المشروع القومي العربي بقضايا الديمقراطية وفلسطين واستحقاقات الدولة الوطنية.