كان جمهور مهرجان بنزرت الدولي يمني النفس بسهرة طربية من الطراز الرفيع تزيح عنه ولو جانبا من أعباء ضغوط الحياة اليومية... وكانت إدارة المهرجان تطمح ان ترى مدارج المسرح تفيض برواده. وبين هذا وذاك كانت فنانة «ستار أكاديمي» أماني السويسي تحلم وتخطط لتمرير ألبومها الجديد على حساب جمهور بنزرت ولكن يبدو ان مدير المهرجان قد أخطأ في برمجة هذه السهرة التي لم تكن في مستوى قيمة مهرجان يفترض ان تكون عروضه منتقاة بصفة اكثر شمولية وتستجيب إلى كل الشرائح والمستويات وتكسبه بعده الوطني والدولي وتتحقق معادلة الاستقطاب الثقافي والكسب المادي لتغطية النفقات المتزايدة للمهرجان. أما عن الفنانة اماني السويسي التي كان باديا عليها الارتباك قبل بداية العرض وكانت متخوّفة جدا من كيفية تقبّل الجمهور لأغانيها وردة فعله على حضورها الركحي وقد عمدت بعد الاغنية الاولى الى التوجه بكلمة شكر الى الجمهور وكأنها تستجدي دعمه ووقوفه الى جانبها، ولم تتنفس الصعداء الا حين أيقنت ان الجموع الحاضرة وهي قليلة العدد لم تقابلها بالجفاء بل كانت تتابع فقرات ما كانت تقدمه من أغان شرقية مثل: «هاي جزاتي» «سيد الناس» «مين ورايا» «الي شايف نفسه» «أنا قلبي دليلي» «ما اختير حدا»... ولكن صبر الجمهور توقف عند الأغنية الثامنة مما اجبرها على إلغاء عديد الأغاني التي كانت مبرمجة في السهرة ومرت مباشرة تحت مطالبة الجمهور لها بالتغيير الى ترديد الاغاني التونسية الخالدة: «عالمقياس» للطاهر غرسة و«قالو زيني عامل حالة» للمرحومة علية و«عزيز قلبي» و«آه يا خليلة» و«خالي بدّلني» للراحلة صليحة. وهي أغان تجاوب معها الجمهور الى حدّ ما في سهرة دون المتوسط وقبل ان تختم العرض احالت المصدح الى طفلة صغيرة من الحضور في حركة أرادت من ورائها ان تثبت ان أغانيها تلقى الرواج من الصغار عوضا عن الكبار.