عرف النادي الافريقي منذ تأسيسه يوم 4 أكتوبر 1920 أكثر من فترة ذهبية مفعمة بالأمجاد والبطولات وفصول الابداعات غير ان تلك الأمجاد تحققت الى حدّ كبير بمساهمة مدربين أجانب توافدوا تباعا على حديقة منير القبائلي أشهرهم على الاطلاق «فابيو» و«أندري ناجي» و«بلاتشي» و«سيرفان» و«بن شيخة»... وإن تعاقد الهيئة الحالية للنادي الافريقي مع الفرنسي «فرنسوا براتشي» يؤكد كل ما ذهبنا إليه. «الشروق» بحثت في ظاهرة نجاح الافريقي مع الفنيين الأجانب استنادا الى الأرقام والمعطيات وبالعودة الى آراء أهل الدار ورموز الأحمر والأبيض كان التحقيق التالي: 70٪ من بطولات وكؤوس الافريقي بقيادة الأجانب أحرز النادي الافريقي خلال الفترة التي تلت حصول البلاد على استقلالها 10 بطولات و11 كأسا كان فيها نصيب الأسد للإطارات التدريبية الأجنبية التي ساهمت في احراز الفريق على 14 لقبا من جملة 21 لقبا أي بنسبة تقدّر بحوالي 70٪ وذلك على النحو التالي: فابيو: (البطولة 1963 1964 والكأس عام 1965) أندري ناجي: (ثلاث بطولات: 1974 و1979 و1980 والكأس في مناسبتين 1969 و1970). ديتشا: (الكأس عام 1976) بلاتشي: (الكأس والبطولة خلال موسم 1991 و1992) سيرفان: (بطولة 1995 1996). اكسبرايا: (الكأس في مناسبتين 1998 و2000) عبد الحق بن شيخة: (بطولة 2007 2008) وذلك مقابل 7 ألقاب فحسب مع المدربين المحليين وهم على التوالي: رضا باش حامبة وجمال الدين بوعبسة وحميد الذيب وفوزي البنزرتي. بصماتهم الخالدة.. مرت عدة عقود على وفاة المدرب «فابيو» ومع ذلك مازالت جماهير الافريقي تردد اسمه الى حد اللحظة فهو من نال شرف قيادة الفريق الى التتويج بأول بطولة في تاريخه بعد استقلال تونس وكان ذلك خلال موسم 1963 1964 وقد ضمت تشكيلة الافريقي آنذاك العملاق «عتوڤة» الذي اكتشفه «فابيو» وسارع بتحويل وجهته الى حديقة الافريقي بعد ان كان على وشك الانضمام الى «البقلاوة» وتولى فابيو كذلك مهمة تكوين الطاهر الشابي الذي أصبح احد أفضل الأجنحة في تاريخ كرة القدم التونسية وركّز فابيو على اللياقة البدنية وكان أفضل من جسّد التواصل بين أصناف الشبان والفريق الاول... أما اذا تحدثنا عن بصمات أندري ناجي فقد يحتاج الأمر الى مجلد قائم الذات فالرجل لا يعترف بالنجوم وإن تعلق الامر بأسماء مثل غميض وعتّوڤة.. لقد رسّخ عقلية اللعب الجماعي والقطيعة التامة مع احتكار الكرة... وبقيت الرباعية التاريخية التي احرزها الافريقي بقيادة بلاتشي خلال 19911992 انجازا فريدا لم يتمكن اي مدرب من تحقيقه.. منذ 20 عاما يعود تاريخ آخر تتويج محلي للنادي الافريقي بقيادة مدرب تونسي الى موسم 1989 1990 عندما احرز البطولة تحت اشراف المدرب فوزي البنزرتي مقابل الصعود على منصات التتويج خلال هذه الفترة مع الأجانب مثل «بلاتشي» و«سيرافان» و«إكسبرايا» و«بن شيخة» هذا الأخير الذي أسر قلوب جماهير الافريقي حتى بعد رحيله عن حديقة النادي. ماذا قال أهل الدار ورموز الفريق؟ بالاضافة الى هذه المعطيات والأرقام ناقشت «الشروق» ظاهرة نجاح الافريقي مع الفنيين الأجانب استنادا الى آراء ثلة من رموز الفريق وهم على التوالي: فوزي الرويسي وبوبكر الزيتوني والحبيب القاسمي فأكدوا ما يلي: ٭ فوزي الرويسي: نجاح باهر للمدربين الأجانب مع الافريقي «شخصيا تدربت تحت إشراف عدة مدربين أجانب في صفوف النادي الافريقي وأعتقد انهم حققوا نجاحا باهرا في صلب الفريق فالمدرب «بلاتشي» الذي احرزنا معه على الرباعية كانت له قدرة فائقة على حسن توظيف اللاعبين حسب امكاناتهم بالاضافة الى انه يجيد التحضير البسيكولوجي الذي يسبق المقابلات هذا الى جانب درايته الواسعة من الناحية الفنية وكان المدرب اكسبرايا من أفضل المدربين الأجانب الذين توافدوا على تونس وصولا الى الجزائري عبد الحق بن شيخة الذي لا يملك قدرة فائقة على بث الروح الانتصارية في صفوف اللاعبين فحسب مثلما يعتقد البعض وإنما يتمتع ايضا بكفاءة عالية وجدية لا نظير لها..». ٭ بوبكر الزيتوني: بصماتهم شاهدة على نجاحهم «أعتقد ان مدرب النادي الافريقي لابدّ ان يتمتع بعدة خصال استثنائية في مقدّمتها شخصيته القوية وأيضا الكفاءة العالية وشخصيا حققت عدة نجاحات مع الإطارات الأجنبية فقد تمكنت خلال موسم 19951996 من التتويج بالبطولة بقيادة «سيرفان» وحافظت آنذاك على عذارة شباك الفريق طيلة 1004 دقائق ونجحنا كذلك مع المدرب «اكسبرايا»... وأعتقد ان ذلك النجاح الباهر للمدربين الأجانب الذين أشرفوا على الفريق يعود بالأساس الى الكفاءة العالية التي يتمتعون بها بالاضافة الى الأجواء المميّزة التي يجدونها في صلب النادي وحنكة المسؤولين في طريقة التعامل معهم». ٭ الحبيب القاسمي: لن أنس أندري ناجي.. «أعتقد أن النادي الافريقي منح الفرصة في العديد من المرات للمدربين المحليين لكنهم أثبتوا إفلاسهم وفشلهم الذريع وذلك مقابل النجاح الباهر الذي حققه الفريق مع الفنيين الأجانب وخاصة أندري ناجي الذي لا يمكن نسيان ما فعله في صلب الافريقي الذي عرف أمجاده وأوج قوّته مع هذا المدرب».