دفع الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على غزة منذ سنوات أهالي القطاع الى ابتكار أساليب جديدة لتسيير حياتهم اليومية بشكل عادي وفي حدود ما هو متوفر من امكانات ربما لايصال رسائل الى العالم كله بأن الشعب الفلسطيني شعب يسعى الى الحياة رغم كل المصاعب والويلات والمعاناة. ومنذ بداية الصيف الحالي وانتشار الافراح برزت العديد من هذه الأساليب للتعبير عن هذه الحالة حيث تجري حفلات الزفاف في أماكن لم يعهدها الناس من قبل مما يعكس مرارة الحصار وقوة الارادة في آن. ولعل الحدث الاغرب هو ما جرى الخميس الماضي في حي الشيخ رضوان عندما قامت عائلة العريس بزف ابنها حسين وائل حسين (20 عاما) على ابنة عمه على جرافة وخلفها قاطرتان من مواد البناء وسط دهشة الحاضرين. وقد اعتبرت عائلة العريس أن الحدث أدخل الفرحة في كل بيت وأن شعب غزة رغم ما يعانيه من ويلات الاحتلال والحصار فهو لا يزال يفرح وهو مصمم على كسر حاجز الحزن بهذا المشهد. هذا المشهد هو واحد من المشاهد اليومية التي تطالعنا من غزة الصمود والعزة والاباء.