دفعت موسكو أمس بحوالي 240 ألف رجل إطفاء وآلاف آليات اخماد النيران لتطويق الحرائق التي اتسعت مساحاتها وارتفع عدد ضحاياها البشرية وخسائرها المادية. وأعلنت وزارة الحالات الطارئة الروسية عن إيفاد 226 طائرة ومروحية لمكافحة حرائق الغابات مشيرة إلى أن جهود عشرات الآلاف من عناصر الاطفاء معززين بعناصر الجيش مستمرة. وذكرت مصادر إعلامية محلية ان الحرائق تسببت في فقدان أكثر من 3 آلاف شخص لمنازلهم، مشيرة إلى إن عدد القتلى تجاوز الثلاثين. وأضافت أن الخسائر المادية والبشرية الكبرى سجّلت في مناطق وسط البلاد و«حوض الفولغا» وشرق وجنوب شرق العاصمة موسكو. وأوضحت ان سكان مقاطعة «توغلياتي» وهي مدينة يقطنها نحو مليون شخص وتبعد 1000 كيلومتر جنوب شرق موسكو يتم التحضير لاجلائها وسط تصاعد سحب دخان كثيفة من الغابات المجاورة. وأفادت أنه تم حاليا إجلاء 2000 شخص من احدى القرى تفاديا لحصول كارثة. ونقلت عن وزارة الحالات الطارئة ان مساحة المنطقة التي اجتاحتها الحرائق تجاوزت 1200 كيلومتر مربع بعد ان كانت 850 كيلومترا مربعا أول أمس الجمعة. وأشارت إلى أن عدد الحرائق تراجع في منطقة موسكو فحسب ولا يزال الأمر صعبا في مناطق الوسط و«الفولغا» و»الأورال» حيث أتت النيران في 24 ساعة على أكثر من 30 ألف هكتار من المساحات الخضراء. يشار إلى أن درجات الحرارة المسجلة في روسيا والبالغة 40 درجة مائوية لم تشهدها البلاد منذ 130 عاما. كارثة طبيعية حقيقية من جهته، وصف الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس الحرائق ب«الكارثة الطبيعية الحقيقية.. التي لا تحصل إلا مرة كل ثلاثين أو أربعين عاما». بدوره ألغى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاته وتوجه إلى الاقليم المنكوب «نيجني نوفجورود». وأمر حكومته بتخصيص 5 مليارات روبل (165 مليون دولار) لمساعدة الضحايا.