طالت ألسنة النيران الملتهبة أمس مقاطعات جديدة من مقاطعات روسيا مهدّدة بالانتقال الى دول الجوار، فيما دقّت السلطات المحلية ناقوس الخطر مخافة وصول الحرائق الى الأماكن العسكرية الاستراتيجية وأهمها على الاطلاق المفاعلات النووية الروسية. كما لا يزال سحاب الدخان جاثما على العاصمة الروسية موسكو مسجلا أرقاما قياسية لنسب أكسيد الكربون في الجو. دخان في كل مكان وحملت الرياح الملتهبة دخان حرائق الغابات الخانق الى كل أنحاء العاصمة حتى داخل «مترو الانفاق» وفي شوارع «موسكو» مما دفع المارة الى استعمال الأقنعة الواقية والمناديل المبللة وأعلن أمس في الأثناء أن عدد الوفيات في موسكو ارتفع بنسبة 50 بالمائة في جويلية الماضي بسبب موجة الحر. وزادت الأخبار الواردة من مصادر اعلامية متطابقة عن صعوبة إطفاء النيران بالكامل أو الحيلولة دون نشوب حرائق جديدة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة من قلق الروس وتوجّسهم. ونقلت المصادر عن جهات في وزارة الطوارئ الروسية قولها ان مساحة الحرائق الطبيعية في المناطق الوسطى تبلغ 9 آلاف هكتار منسحبة على أكثر من 180 بؤرة احتراق. وأضافت ذات الجهات أن الحرائق اجتاحت مقاطعات «فورونيغ» و«بريانسك» و«فلاديمبر» و«كوستووما» مشيرة الى أن 7 ولايات أعلنت الطوارئ. وحذّرت من إمكانية انتقال ألسنة اللهب الى جمهورية داغستان ومقاطعة «روستوف» وغيرها. خسائر في ارتفاع على مستوى الخسائر، ارتفعت حصيلة ضحايا الحرائق الى 50 قتيلا ونحو 460 جريحا، فيما تمّ تشريد مئات العائلات التي طالت الحرائق منازلهم. وقضت النيران على حوالي 2000 منزل وأصبح أكثر من 3000 شخص دون مأوى الأمر الذي أدّى الى تصاعد الانتقادات الموجهة الى القادة السياسيين. وذكرت صحيفة «كومرسانت» ان مئات السكان في منطقة «فلاديمبر» ارسلوا خطابا الى الرئيس ديمتري ميدفيديف يطالبونه فيه بإقالة رئيس البلدية نيكولاي فينوغرادوف. واتهم الأهالي غرادوف بالتراخي في أداء مهامه. يأتي هذا الاتهام، فيما ذكرت الحكومة الروسية أنها فرضت حظرا على صادرات الحبوب حتى نهاية العام الجاري بعد أن التهمت الحرائق حقول الحبوب بروسيا التي تعدّ واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم.