من القضايا التي طفت على سطح الأحداث قبل وبعد ضربة البداية لهذا الموسم قضية وتطورات مسلسل اللاعب السيفي الذي بقدر ما كان التنافس للفوز بخدماته محتدما بين أكثر من فريق بقدر ما كان التفريط فيه مثيرا للاستغراب وملتبسا ويلفه الغموض في كثير من جوانبه. هذا اللاعب كان قريبا من فريق عاصمة الجنوب بل وحسب بعض المصادر الموثوق بها على بعد كيلومترات من صفاقس وفي طريقه لمركب الفريق لتتغير بوصلته 180 درجة في اتجاه العاصمة وبالتالي حول وجهته متقمصا ألوان الإفريقي. تغيير وجهتي كان بقرار من هيئة الاتحاد حول هذه النقطة بدأنا معه الحوار فوضح قائلا: «لا أريد الخوض في هذه التفاصيل لأن الانتماء إلى أحد هذين الفريقين شرف كبير في حد ذاته و«كل شيء بالمكتوب» في نهاية الأمر، بالفعل كنت قريبا جدّا من النادي الصفاقسي الذي كان حريصا على ضمي لكني امتثلت لقرار هيئة المنستير بالانضمام إلى الإفريقي الذي دخل على الخط متأخرا ولكنه كان أكثر إصرارا وربما القيمة المادية للعرض حسمت المسألة لفائدته. انقطاع عن التمارين قبل الخوض في الإصابة حجر الزاوية لهذه القضية وفي مدى خطورتها لا بد من البحث في أسبابها، ويمكن القول إن انقطاع السيفي عن التمارين زهاء الشهر والنصف أي قبل الجولة الختامية لفريقه بالمهيري وعدم الإبقاء على جاهزيته كان من أهم الأسباب ويعزو اللاعب عدم مباشرة التمارين إلى صدمة النزول وما ترتب عنها من إحباط وتعكر في المزاج العام لجل اللاعبين فضلا عن الغموض حول مستقبله الكروي بين البقاء بالمنستير واللعب بالرابطة الثانية وردّ الجميل لهذا الفريق وبين استغلال العروض التي تهافتت عليه وعدم تفويت فرصة اللعب بأحد الفرق الكبرى على أن السيفي قال حين قاطعناه ووصفنا ما قام به بأنه تقصير منه في كل الأحوال باعتباره لاعبا محترفا لا يمكنه الابتعاد عن التمارين كل هذه الفترة المطوّلة، اعترف بتهاونه وتقصيره في حق نفسه في المقام الأول. الإفريقي تسبّب في إصابتي السيفي أكد أن الاحتفاء به في الحديقة «أ» كان مشجعا من الجميع بلا استثناء حتى أنه أعلم مسؤوليه ولا سيما مدربيه بإصابته القديمة التي شفي منها تماما فضلا عن وضعهم في الصورة في ما يتعلق بانقطاعه عن التمارين طوال شهر ونصف وهو ما يفترض وجوب تعامل الإطار الفني ومن ورائه الطبي مع هذه النقطة ولكن ما يثير الاستغراب تشريك اللاعب في مباراة ودية بعين دراهم أمام الترجي الجرجيسي بعد أربعة أيام فقط من عودته إلى التمارين والحال أن جاهزيته البدنية لم تكن تسمح بذلك وكانت فرضية الإصابة متوقعة إن لم نقل مؤكدة وهو ما حدث في نهاية المطاف. راحة بعشرة أيام لا غير الإصابة على مستوى الركبة لم تكن في موضع الإصابة القديمة وبعد قيام طبيب الإفريقي بالفحوصات الأولية يقول السيفي «تم نقلي إلى أحد المصحات بالعاصمة حيث أجريت كشفا بالأشعة فتبين أن الإصابة لا تكتسي أي خطورة وحسب ما صرّح لي الطبيب المباشر حينها أنها لا تستلزم إلا راحة بعشرة أيام وكان هذا الكلام على مسمع ومرأى من طبيب الفريق لكن ما راعني أن يطفو خبر عجزي التام عن مواصلة مسيرتي الرياضية بسبب هذه الإصابة على أعمدة الصحف، ومتداولا بل ومؤكدا في أغلبها وباستفساري بعض الإعلاميين الذين تناولوا الخبر أكدوا أنهم تلقوا المعلومة من أحد المسؤولين. أنا مظلوم ومحبط بنبرة يغلب عليها التأثر يواصل حديثه «هذا المسؤول اتصل بعدها بوكيل أعمالي وطلب منه أن يتم فسخ العقد الذي أمضيته من جانب واحد والطلاق بالتراضي انطلاقا من وضعيتي الصحية والغريب أنه حتى بعد استظهاري بفحص آخر للدكتور محسن الطرابلسي يؤكد سلامتي وكون الإصابة عادية إلا أن هذا المسؤول أصر على موقفه مما جعلني أتساءل عن أسباب التمسك بهذا الموقف وترويج هذه المزاعم وهو ما لم أجد له تفسيرا سوى أنه أحبط معنوياتي وأشعرني بالظلم». أسباب فنية أم مالية؟ أسباب هذا الإصرار على رفض السيفي تبدو غريبة والادعاء بخطورة إصابته تبدو أغرب لذلك توجهنا إلى السيفي بالسؤال: هل أن الإطار الفني للإفريقي لم يقتنع بإمكانياتك فخيّر الجميع الاستغناء عنك خوفا من تكرار تجارب سابقة فاشلة وآخرها أوتوروغو وقبله بوقرة وغيرهم؟ فكان رده: «إمكاناتي يعلمها الجميع والفترة التي قضيتها لا تسمح بالحكم على مؤهلاتي لكن ما أنا متأكد منه أن هناك في الإفريقي ولأسباب مادية من لا يريد إتمام هذه الصفقة وكي يظللوا الجماهير ولا يثيروها عليهم استعملوا هذه الطريقة الملتوية وأطلقوا العنان لهذه الإشاعة غير مبالين لا بمعنوياتي ولا بمستقبلي». السيفي على خط صفاقس من جديد تعقدت وضعية هذا اللاعب أكثر لا سيما بعد انطلاق البطولة وتزامنا مع وجود وكيل أعماله بمصر وظلّ مصيره معلقا ووجهته مجهولة فلا هو انفصل عن الإفريقي تماما ولا هو غيّر اتجاهه إلى فريق آخر لكن ما رصدناه يوم الخميس هو تحول هذا اللاعب إلى صفاقس. ففي الوقت الذي كان يتهيأ فيه لملاقاة باللامين يوم الجمعة لوضع النقاط على الحروف والحسم النهائي في مسألة انضمامه إلى الإفريقي من عدمها تلقى اتصالا من أحد مسؤولي السي آس آس عارضا عليه إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من طبيعة إصابته ومن ثم التفاوض معه لضمه فتمت الفحوصات تحت إشراف الطبيب الحبيب العش وأكدت سلامته.