إن ما نراه اليوم في شارعنا التونسي وخاصة خلال فصل الصيف يثير صيحة فزع لما آل اليه مستوى شبابنا وفتيات اليوم ويظهر ذلك من خلال لباسهم وتسريحة شعرهم وحتى طريقة مشيهم وكلامهم، فهل يدل هذا على قوة شخصية هؤلاء الشباب وقدرتهم على فرض أنفسهم أم يعكس هشاشة شخصيتهم ورغبتهم في جلب الانتباه؟ إن مظهر العديد من شبابنا اليوم يعتبر من المضحكات المبكيات فهو مضحك من جهة لما فيه من تعليقات بعد أن أصبحوا بمثابة المتنكرين وكأنهم ذاهبون الى حفلة تنكرية، ومبكية لما فعله هؤلاء الشباب بأنفسهم وبثيابهم وبمشيتهم... فترى بعض الشباب يرتدون ملابس فضفاضة وجيوب سراويلهم تكاد تصل الى الركاب وآذانهم مرصّعة بالاقراط وإن لبسوا الدجين فتجده ممزقا من عدة أماكن ويتعللون بالموضة. أما الفتيات فحالهن في تدهور مستمر وإن دافعت عنهن في وقت ما فذلك كان في نطاق التزين المعقول وليس التزين الفاضح واللافت للانتباه حيث أن فتياتنا أصبحن يتعمدن لباس السراويل «المحزوقة» والمراويل التي تكشف عن بطونهن وجزء من ظهورهن. أما شعورهن فهو مزيج من الالوان ويتعللون ان لهن «Look» وأنهن يفرضن أنفسهن ويجعلن الكثير من الشباب يقلدونهن. ولكن للاسف أن بعض هؤلاء الشباب فارغون وتافهون وغير قادرين على مواجهة العديد من المشاكل الاجتماعية وغير قادرين على تحمّل المسؤولية، شخصيتهم هشة ولا يمكن الاعتماد عليهم في أي شيء والمصيبة أنهم يرفضون النصيحة ويرون أن الجميع مخطئون وهم فقط على صواب! لهذا فالسؤال الذي يطرح نفسه دائما هل هذا النوع من الشباب يمكن أن يكون عماد المستقبل؟ * سمية الخذيري