جرجيس الشروق تغطية أسماء سحبون: 20 ألف أورو هو المبلغ الاقصى الذي تمنحه فرنسا للمهاجرين التونسيين الراغبين في بعث مشاريع في الوطن... شرط أن يكون المهاجر حاملا لبطاقة اقامة لا للجنسية الفرنسية... وذلك قصد سحب بطاقة اقامته فور حصوله على منحة بعث المشروع. تم اقرار هذا الاجراء في بروتوكول رسمي موقّع بين البلدين منذ الزيارة التي أداها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتونس في ماي 2008. اجراء يصفه كثيرون بالوجه «المتحضر» لعملية طرد المهاجرين من فرنسا. هذا الوصف نفاه السيد فيصل دشيشة رئيس جمعية التنمية المستديمة والتعاون الدولي بجرجيس قائلا «ليس هناك أية علاقة ما بين نشاط شريكنا منظمة «أدوما» الفرنسية وطرد المهاجرين مقابل منح بعث المشاريع... إذ أن نشاط «أدوما» اجتماعي بالاساس تقدّم وفقا له منح مساعدة تصل قيمتها الى 20 ألف أورو لبعث مشاريع ذات الصالح العام مثل اقامة المدارس والمستشفيات لا المساعدة على بعث مشاريع خواص... وبالتالي تعاوننا او نشاط المنظمة الذي ستنطلق خطواته الاولى في تونس بريء مما يتم ترديده حول استقطاب المهاجرين من أجل العودة للوطن. المهاجر والتنمية كما أوضح المتحدث ل «الشروق» على هامش انطلاق فعاليات الملتقى الدولي الذي تنظمه جمعية التنمية المستديمة والتعاون الدولي بجرجيس يومي 3 و4 اوت الجاري بمدينة جرجيس بالتعاون مع جمعية ياسمين الشرق بمدينة مونبيليي الفرنسية حول الهجرة والتنمية أن الملتقي يتنزل في اطار تنفيذ المشروع المشترك حول اعلام وتكوين المهاجرين... مشيرا الى أنه سيتم تنظيم ملتقى دولي مماثل برعاية الاتحاد الاوروبي في العاصمةباريس خلال شهر جانفي القادم. كما قال إن الغاية من تنظيم الملتقى هو تشريك المهاجر في مخططات ومشاريع التنمية وتوفير المعلومة حول حماية حقوقهم في تونسوفرنسا ودعم التواصل بين الجالية من ذلك تنظيم سهرة مسرحية هذا المساء بمسرح الهواء الطلق بجرجيس يقدمها الفنان رؤوف بن يغلان (مسرحية أنا حارق) خاصة بالجالية قصد توفير فرصة التلاقي والتعارف فيما بينهم لتسهيل تواصلهم في المهجر. وقال أيضا إن الملتقى يهدف الى توفير المعلومة حول تسهيل اندماج المهاجر في مجتمع الاقامة وأيضا لدعم نشاط الجمعيتين في مجال الاهتمام بشواغل المهاجرين في بلدي الاقامة والمنشإ. دعم من جهتها قالت السيدة سامية خواجة مديرة ومؤسسة جمعية ياسمين الشرق بمونبيليي ان الجمعية تولت منذ 14 جانفي الماضي بعث مركز الاعلام والمرافقة للتعاون الدولي قصد تسهيل مهمة اسداء المعلومة للجالية. وأشارت الى أن الجمعية تحظى بدعم من الهياكل الرسمية في مونبيليي في حين يحظى المركز بدعم من وزارة الهجرة الفرنسية والاتحاد الاوروبي. وهو يهدف الى اعلام وتثقيف المهاجر في مجال الاقامة والتشغيل والاستثمار... مبرزة أن حوالي 50٪ من الجالية في مدينة مونبيليي أسر في حين يمثل الطلبة والاطارات العليا حوالي 40%. كما قالت ل«الشروق» انها تتفاجأ أحيانا بطالب شغل من أبناء الوطن يطلب المساعدة على الحصول على وظيفة أيا كانت وهو من أصحاب الشهائد العليا.. «أتفاجأ لطلبهم وأسألهم ماذا تفعلون هنا اذن لماذا لا تعودون لبعث مشاريع في الوطن؟ على حد قولها. صعوبات وردا على سؤالنا حول الصعوبات التي يواجهها الراغبون في بعث مشاريع في الوطن أوضحت أن نقص الامكانيات المادية يعوزهم... اذ أن 20 ألف أورو على سبيل المثال مبلغ لا يكفي لبعث مشروع في الوطن. وذكرت ل«الشروق» أن نشاط المركز في التعريف بفرص الاستثمار في تونس سمح باستقطاب حوالي 6 مشاريع لرؤوس أموال فرنسية من ذلك مشروع خاصة بالغوص البحري في بنزرت وآخر خاص بالتجميل في جربة وثالث خاص بانتاج وتجفيف الطماطم البيولوجية بالمرسى... بالاضافة الى ثلاثة مشاريع أخرى سيتم بعثها، لفرنسيين ما يزالون بصدد البحث عن شركاء تونسيين وتخص الاستثمار في الطاقة وكراء وبيع السيارات والخدمات الاعلامية. كما قالت مديرة جمعية ياسمين الشرق «نريد أن يعرف الراغبون في الهجرة أن فرنسا ليست العالم الوردي الذي يحلمون به تماما كما نريد أن نسدي معلومات للمقيمين هناك فيما يتعلق بحقوقهم ونساعدهم على العودة لبعث المشاريع ان رغبوا في ذلك... مشيرة الى تصاعد العنصرية في بلد الاقامة. وضع صعب أكده المهاجر عبيد المازوزي نائب رئيس جمعية الزيان لتنمية وتطوير مدينة جرجيس قائلا ل«الشروق» على هامش الملتقى ان أزمة السكن أبرز اشكالية يواجهها المهاجر الجديد في فرنسا بالاضافة الى تقلص فرص العمل بالنسبة للعمال فاقدي الخبرة والشهائد العلمية وغلاء تذاكر السفر بالنسبة للعائلة متعددة الافراد مما يؤجل عودتهم حتى تتوفر الامكانات اللازمة.