انطلق بداية من شهر سبتمبر الجاري تنفيذ مشروع مشترك بين جمعيّة ياسمين الشرق بمونبيليه والاتحاد الاوروبي يعنى بالمهاجرين السرّيين.هذا المشروع سيهتم بتوفير المسكن للمهاجرين غير الشرعيين ووفقا لما ذكرته سامية خواجة السنوسي رئيسة الجمعيّة في تصريح ل»الشروق». وقالت المتحدثة ان الجمعيّة ستساعد الراغبين في العودة الى تونس بالتعاون مع ديوان الهجرة الفرنسي وذلك بتمكين كلّ واحد منهم من ألفي أورو أي ما يناهز حوالي 4 آلاف دينار تونسي. كما ستساعد الراغبين في البقاء من خلال تسوية وثائق اقامتهم المؤقتة. وأكدت السيدة خواجة السنوسي أن الجمعيّة ليس من مهامها تمكين هؤلاء من الشغل مبرزة أن سوق الشغل الفرنسي قد لا يتسع لأعداد أخرى اضافيّة من طالبي الشغل. وانتقدت المتحدثة ظروف عيش المهاجرين السرّيين في فرنسا حاليا مشيرة الى أنهم ينامون في العراء ويفترشون الساحات العامة في انتظار مرور عربيّ قد يمنّ عليهم ب«سندويتش». وذكرت أن الجمعيّة ستنتدب شابة لتولّي مهمة البحث عن المهاجرين السريين في مختلف المدن الفرنسية قصد تقديم المساعدة لهم مؤكدة أنه من السهل جدّا ايجاد هؤلاء. وذكرت أن المهاجرين السرّيين من هم دون سن 18 ستتم مساعدتهم على مواصلة دراستهم. وقالت رئيسة جمعية ياسمين الشرق إنّ المشروع سيتواصل الى غاية شهر فيفري الماضي مضيفة أنه الثاني من نوعه على مستوى الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وأوضحت أن المشروع المشترك الأول جرى تنفيذه عام 2009 واستمرّ 18 شهرا قبل أن يتم تمديده ب6 أشهر اضافيّة ويعنى بتشجيع المهاجرين المقيمين في فرنسا على بعث مشاريع خاصة في تونس مع الاحتفاظ بوثائق اقامتهم في فرنسا. وقد نجح المشروع على حدّ قولها في استقطاب ثلاثة مهاجرين بادروا ببعث مشاريع خاصة بهم في كلّ من جربة (مشروع خاص بالتجميل) وفي بنزرت (مشروع خاص بالغوص) وتونس (مشروع خاص بتشييح الطماطم وتصديرها) إلاّ أن أحداث الحرق والنهب التي عاشتها تونس أثناء الثورة جعلت هؤلاء يعودون الى فرنسا وهم اليوم متخوفون من امكانيّة الاعتداء على مشاريعهم. وكشفت سامية خواجة السنوسي أن عددا من الشباب المهاجر عبّروا عن رغبتهم الملحّة في الاستثمار في تونس دعما لمجهودات التنمية في البلاد بعد الثورة وأنه لديهم الامكانيّات المادّية اللازمة غير أنهم لم يجدوا اجابة واحدة من السلط الرسمية قصد توجيههم وارشادهم فيما يتعلق بالاستثمار. وانتقدت السيدة خواجة السنوسي القسم الاجتماعي العامل في قنصليّة نيم التي تبعد حوالي 60 كلم عن مدينة مونبيليه الفرنسية حيث تقيم قائلة إنّ الجميع هناك يتململ من غياب التنظيم وغياب المعلومة وأنهم يستعدّون لتوقيع عريضة للمطالبة بتنحية المسؤول الأول في القسم لعلّ ذلك ينجح في تحسين الخدمات المسداة للمهاجرين.