قامت الهيئة المديرة لجمعية جربة بقيادة رئيسها الجديد السيد علي عنان بانتداب اللاعب السابق للترجي الرياضي والمدرب زبير بوغنية وهو قرار أثار ردود فعل مختلفة في الأوساط الرياضية بجربة لا لشيء سوى لكون هذا المدرب (55 سنة) يقتحم ميدان التدريب لأول مرة بعد اعتزاله كرة القدم كلاعب علما أنه متحصل على ديبلوم الفيفا وهو ما يعادل الدرجة الثالثة. وفي اعتقادنا فإن هذا القرار لا يدعو إلى الاستغراب والذين أعربوا عن ذلك لافتقار هذا المدرب للخبرة فإنهم مخطئون إزاءه وهوالذي سبق أن شغل خطة مدير رياضي في الترجي الرياضي التونسي ممّا أهّله إلى الاحتكاك بمدربين من مدارس مختلفة علاوة على تجربته كلاعب مع نفس النادي تحت إشراف مدربين ذوي صيت نذكر على سبيل الذكر منهم بوباك وحميدة الذيب وروجي لومار وعلاوة على ذلك فإن عنصر الخبرة في التدريب ليس ضروريا كما يعتقد البعض. بل بالإمكان أن تمنح الأندية ثقتها في مدرب مغمور لا أن تستسلم إلى ضغوطات الأنصار ونجاح هذا المدرب يبقى مرتبطا بالظروف التي توفرها له الهيئة وهو ما يلغي هذه الفكرة القائلة بأن هناك مدربا «كبيرا» ومدربا «صغيرا» والدليل أن نفس المدرب قد يحرز نتائج مختلفة مع نفس النادي في فترتين زمنيتين مختلفتين وهنا لا بد من أن ننوه بأندية لم تتردد في التعويل على مدربين نكرة. ففي تونس نذكر الترجي الرياضي التونسي عندما انتداب المدرب مراد محجوب في بداية الثمانينات بعد أن كان يشرف على حظوظ شبان النجم الرياضي الرادسي والنادي الإفريقي في نفس الفترة مع المدرب أحمد عليّة الذي كان وقتها مدربا لأندية صغرى ونادي حمام الأنف منذ 8 سنوات عندما منح ثقته إلى المدرب عمار السويح الذي كان قبل ذلك يشرف على حظوظ أندية مغمورة وفي العالم نذكر المدرب البرازيلي ليوناردو الذي كانت له أول تجربة في التدريب مع جمعية ميلانو وفان باستن مع المنتخب الهولندي وغوارديولا مع نادي برشلونة وكليسمان مع المنتخب الألماني ولوران بلان مع نادي بوردو ودونقا مع المنتخب البرازيلي وغيرهم كثيرون. قرار وجيه في هذا الإطار يمكن لنا أن ندرك وجاهة قرار الهيئة المديرة لجمعية جربة ونحن نقول هذا الكلام انطلاقا من مبدإ وهو أن المدرب المغمور أحرص من المدرب المعروف على بذل الجهد والاجتهاد وتقديم الإضافة لنحت مسيرة ناجحة وهو ما نستشفه من كلام هذا المدرب بقوله: «بصراحة أنا معتز بهذه الثقة التي منحتها إياي هيئية جمعية جربة ولعل ما يشجعني على العمل أكثر هو ما لمسته لدى رئيسها وأعضائها من طموح وذكاء وروح مسؤولية ومن جهتي فإني سأسعى إلى ترسيخ بعض الخصال التي كنت أتمتع بها كلاعب مثل الروح الانتصارية والانضباط مع الحرص على أن يتوفر شرطان أساسيان وهما اللحمة بين اللاعبين واللياقة البدنية... وأضاف قائلا: «في خصوص التحضيرات للموسم الجديد فإننا لم نحدد بعد مكان التربص لكن المؤكد أنها ستدور على الشاطئ باعتبار أهمية الرمل في تقوية عضلات اللاعب وتقليص الإصابات وما أطلبه من الأحباء فقط هو التحلي بالصبر وشد أزر فريقهم لأن النجاح يتطلّب الوقت...