في حادثة فريدة من نوعها بمهرجان «زردة سيدي علي بن ابراهيم» بحيدرة التي أقيمت يوم 23 من الشهر المنصرم انفلت حصان هائج من قبضة فارسه ليصطدم بأحد الحضور مخلفا له اصابات جسيمة على مستوى الصدر انتهت بوفاته بأحد مستشفيات العاصمة مؤخرا. وتفيد الوقائع ان المتوفى وهو في العقد السادس من عمره اصيل منطقة حيدرة كان شديد الشغف بحضور مهرجان الولي الصالح سيدي علي بن ابراهيم الذي يقام سنويا في نفس المنطقة، وكان قد أعد زاده وزواده لحضور مهرجان هذه السنة. وقد ابتدأت الاحتفالات مساء بمختلف برامجها من مديح وأذكار بضريح الولي مع بهجة عمت كل الحضور وفي حدود التاسعة ليلا ابتدأ عرض الفروسية وهو العرض الذي يحبذه كل القادمين للاستمتاع وكان المتضرر المتوفى واحدا من بين الحضور الذي تراءى له الوقوف في مقدمتهم لمشاهدة العرض بأكثر راحة. وفي غمرة التصفيق والزغاريد والصياح وضرب «البارود» هاج أحد الأحصنة وهو في اقصى سرعته وأفلت في اتجاه المتضرر ليصطدم به مباشرة على مستوى الرأس والصدر ليسقط على إثرها في غيبوبة. وتم نقل المتضرر على جناح السرعة الى المستشفى الجهوي بالقصرين ليتحول بعدها المهرجان الى بكاء وعويل. وقد تبيّن ان المتضرر يحمل أضرارا جسيمة ونزيفا متوسطا بالدماغ وكسورا شملت كل الأضلع من الجانبين دون استثناء وأضرارا بالرئتين وقد تم نقل المريض الى قسم الإنعاش والتبنيج ووضعه تحت التنفس الاصطناعي نظرا لعدم قدرته على التنفس. وبعد يومين من اقامته في قسم الانعاش والتبنيج بالقصرين تم تحويل المريض الى احد مستشفيات تونس العاصمة ليلفظ أنفاسه في غرة أوت صباحا اي بعد ثمانية أيام من تحويله. وتعتبر ولاية القصرين من أهم الولايات التي تقام فيها احتفالات «الزردة» حيث انها تشهد سنويا اكثر من 240 احتفالا من هذا النوع. ويعتبر عرض الفروسية من أهم العروض التي تقدم للزائرين ولكن مثلما طرح أهالي هذا المتوفى السؤال كيف يمكن الحصول على حقوق المتضرر من مثل هذه الحوادث اذا غاب التأمين ضدها، وهل يمكن مقاضاة كل من تسبب في هذا الضرر.