أكّد نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز في مقابلة أجريت معه في سجنه شمالي بغداد، ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا دمّرتا العراق الذي بناه صدّام حسين على مدى 30 عاما، ووصف الرئيس الامريكي باراك أوباما بالمخادع قائلا انه ترك العراق «للذئاب» حسب تعبيره. وفي حديث صحفي هو الأول منذ اعتقاله عام 2003، نشرته صحيفة ال «غارديان» البريطانية أمس قال عزيز إنه فخور بحياته لأن كان ينوي خدمة العراق، لكنه أضاف انه ندم علىقرار واحد اتخذه وهو قرار الاستسلام للقوات الامريكية في 24 أفريل 2003 وكان قد ودّع الرئيس الراحل صدام حسين قبل أيام من ذلك الموعد في بيت بحي المنصور ببغداد. ... لو يعود الزّمن وأوضح عزيز «قلت له (لصدام) إنني أدعم ما فعله وأدعمه كرئيس، ثم قلت وداعا. وأضاف عزيز «لو أمكنني العودة الى ذلك الوقت أتمنى لو أصبحت شهيدا، لكن الحرب كانت هنا، وقد احتلت بغداد». وتحدّث عزيز بمرارة عن وضع العراق اليوم قائلا «خلال 30 عاما بنى صدام العراق، أما اليوم فالبلاد مدمّر، هناك المزيد من المرضى وهناك، المزيد من الجياع، والناس لا يحصلون على أي خدمات عامة، الناس يُقتلون يوميا بالعشرات إن لم يكن بالمئات». وأكّد عزيز أن العراق اليوم بكل مكوناته سقط ضحية أمريكا وبريطانيا، قائلا «لقد قتلوا بلادنا». وأشار المسؤول العراقي السابق الاسير الى أن الرئيس الراحل صدّام حسين كان مقتنعا بأن الغزو الامريكي لبلاده سيتم في نهاية عام 2002 وأنه حاول تفادي الحرب بالسماح للمفتشين الدوليين بالبحث عن الأسلحة المزعومة في بلاده. وقال عزيز انه وصدام كانا يعرفان ان الغزو حاصل لا محالة، وأضاف «لقد أصبحت الامور واضحة لي وللرئيس صدام حين بدأ قادة العالم يتّحدون ضدّنا، كانوا سيغزوننا على أية حال، لقد كذب بوش وبلير، لقد أرادا تدمير العراق من أجل اسرائيل وليس من أجل بريطانيا أو أمريكا». ووجّه عزيز طلبا قد يكون مفاجئا للرئيس الامريكي باراك أوباما وهو الابقاء على القوات الامريكية في العراق الى حين استتباب الأمن. وقال عزيز «عندما انتخب اوباما رئيسا اعتقدت أنه سيصحّح أخطاء سلفه، لكن أوباما مخادع ترك العراق لمصيره». وخاطب عزيز أوباما بالقول «عندما تقترف خطأ يجب أن تصلحه لا أن تترك العراق يواجه الموت». دفاعا عن صدّام وفي حديثه لل «غارديان» قال عزيز إن صدام حسين «شخص أكنّ له احتراما كبيرا وأحبه، إنه رجل سيثبت التاريخ أنه خدم بلاده». وأضاف أن «صدام بنى بلاده وخدم شعبه، ولا يمكنني أن أقبل حكمكم (في الغرب) بأنه كان سيئا». وتابع عزيز «إذا تحدثت الآن عما يسبّب الندم سيظنّ الناس أنني انتهازي،لن أتحدث ضد صدام حتى يأتي اليوم الذي أنال فيه حريّتي، الحكمة جزء من الحرية، حين أكون حرا ويمكنني كتابة الحقيقة يمكنني حتى أن أتحدث ضدّ أعز أصدقائي». ورأى عزيز ان ايران هي عدو العراق الأكبر وقال «كان علينا محاربتها بأي ثمن». وتابع عزيز قوله «مضى على وجودي في السجن 7 أعوام و4 أشهر، لكن هل ارتكبت اي جريمة ضد أي مدني أو عسكري او رجل دين؟ الجواب هو لا».