قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير أمس إنه لم يتوقع «الكابوس» الذي تداعت أحداثه في العراق لكنه مازال غير نادم على الانضمام إلى الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003. وفي مقتطفات من مذكراته أذيعت قبل نشر الكتاب ردّد بلير أقواله السابقة بأن غزو العراق كان مبرّرا لأن صدام حسين شكّل تهديدا وكان بإمكانه تطوير أسلحة للدمار الشامل، حسب تعبيره. وقال لا يمكنني أن أندم على قرار الذهاب إلى الحرب.. يمكنني أن أقول إنني لم أتوقع قط الكابوس مشيرا بذلك إلى سنوات من الصراع السياسي والعنف الدموي الطائفي الذي حدث في العراق في أعقاب الغزو. وذكر بلير في مذكراته بعنوان «رحلة» أنه لم يأخذ في الحسبان دور القاعدة أو إيران في العراق أثناء التخطيط للغزو. وأضاف «إن المستقبل وحده كفيل بتأكيد ما إذا كان الخيار العسكري صائبا أم لا لكنه قال إنه اتبع حدسه وقناعاته وأنه لم يكن ليغير قراره بشأن الحرب في العراق وأفغانستان حتى لو أدرك أنها ستستمر كل هذه المدة. واعتبر ان الهروب من المواجهة العسكرية كان سيكون خطأ فادحا وجبنا سياسيا.. ونقلت صحيفة «دايلي تلغراف» من جانبها عن بلير قوله حول أحداث 11 سبتمبر 2001 إن هذه الهجمات مثلت إعلان حرب من عدو جديد.. وقال بلير انه أدرك بسرعة معنى هذا الهجوم الذي تمثل في قيادة انتحاريين طائرات لترتطم ببرجي مركز التجارة العالمي والبنتاغون بينما كان يحضّر لإلقاء كلمة في مقر نقابة عمال في مدينة «برايتون».. وتابع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أنه أدرك أن الحرب الجديدة ايديولوجية لكنه أقر بعدم إلمامه بتاريخ الاسلام وبأنه لم يكن يدرك تجذّر ما صفه ب«التطرّف». وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أقر في خطاب ألقاه مساء أول أمس بأنه ما يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به في العراق مع انتهاء المهمة القتالية للقوات الأمريكية هناك. وقال: لن يكون هناك احتفال بالنصر.. لن نهنّئ أنفسنا». كما دعا البيت الأبيض مجددا المسؤولين العراقيين للعمل سريعا على تشكيل الحكومة. من جانبه أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس أن الولاياتالمتحدة لم تعد في حالة حرب في العراق وجاءت تصريحات غيتس هذه بعد وصوله في زيارة مفاجئة صباح أمس إلى بغداد.