أبرز السيد كمال مرجان وزير الشؤون الخارجية في افتتاح الندوة السنوية لرؤساء البعثات القنصلية التي اذن الرئيس زين العابدين بن علي ان يكون موضوعها «العناية بالاجيال الجديدة في نطاق السنة الدولية للشباب» الرعاية الموصولة التي يحيط بها رئيس الدولة كافة شرائح التونسيين في الخارج. وذكر الوزير في هذا الصدد ان المحور التاسع للبرنامج الرئاسي 2009-2014 يخص العناية بالتونسيين في الخارج معددا المكاسب والانجازات التي تحققت منذ التحول في مجال الاحاطة بالجالية التونسية بالخارج باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجموعة الوطنية ومؤكدا حرص سيادته على تعزيز صلتهم بالوطن والمتابعة المستمرة لمشاغلهم والذود عن حقوقهم. وبين ان هذه العناية تجسمت في قرارات رئاسية متعددة من خلال تشجيع وتمكين اكبر عدد من الشباب التونسي بالخارج من ممارسة حقه في الانتخابات الرئاسية وخاصة اثر التخفيض في السن الدنيا للانتخابات وفسح المجال امام مشاركته في مختلف الاستشارات الشبابية ولجان التفكير ومنابر الحوار الشامل مع الشباب. وأوضح ان عناية الرئيس زين العابدين بن علي بالشباب اكتست بعدا عالميا من خلال المبادرة المتعلقة باعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب تحت عنوان «الحوار والتفاهم» والتي تجاوبت معها المجموعة الدولية ورحبت بها مختلف الدول والمنظمات الدولية والاقليمية والهياكل والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، مما يعكس ايمان سيادته الراسخ بقدرة الشباب التونسي على التفاعل والتواصل مع سائر الثقافات. واعتبارا للمكانة المتميزة التي يحظى بها شباب تونس الموجود بمختلف بلدان الاقامة، شدد الوزير على ضرورة توظيف هذه المبادرة الرئاسية الرائدة بحث هذه الشريحة على العمل على ابراز ما تشهده تونس من نهضة ورقي على جميع المستويات وتحسيسها بضرورة التعريف بمكاسب بلادنا ونجاحاتها وعمق حضارتها وثراء مخزونها الثقافي. ولدى تطرقه الى المقاربة المعتمدة حاليا للاحاطة بالجالية التونسية بالخارج وما تطرحه المرحلة المقبلة من تحديات، اكد السيد كمال مرجان على ضرورة استحداث اليات جديدة تاخذ في الاعتبار التحولات الديمغرافية التي طرأت على تركيبة الجالية قصد بلوغ الاهداف الوطنية المرسومة في مجال الاحاطة بالتونسيين في الخارج. وتجسيما للبرنامج الرئاسي «معا لرفع التحديات» ابرز الوزير ان التواصل الاجتماعي والثقافي مع ابناء تونس بالخارج لا يمكن تحقيقه اذا لم يقع التعمق في مدى تأثر جاليتنا وتفاعلها مع مكونات مجتمعات بلدان الاقامة وخصوصياتها، وهو ما يستوجب ملاءمة وسائل واليات التواصل مع ميولاته ومشاغله في كنف التمسك بمقومات الهوية الوطنية والتفتح على الثقافات والحضارات الاخرى. واستمع اثر ذلك المشاركون في الندوة الى مداخلة حول تطوير آليات واساليب العمل القنصلي.