تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي، انطلقت أمس بالعاصمة، أشغال الندوة السنوية لرؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية حول موضوع «تفاعل الديبلوماسية التونسية مع انتماءات تونس المباشرة خدمة لمصالح بلادنا السياسية والاقتصادية والتنموية». وأكد السيد كمال مرجان وزير الشؤون الخارجية لدى افتتاحه أعمال الندوة، أن البرنامج الرئاسي للفترة 2009 2014 وخاصة البند 24 «تونس انحياز دائم للسلم والاستقرار والعدل في العالم» يمثل مرجعية أساسية لعمل الديبلوماسية التونسية وقوة دفع اضافية تؤسس لمرحلة جديدة من الفعل والانجاز بهدف المحافظة على مصالح تونس واثراء مكاسبها وتعزيز رصيد الثقة والاحترام اللذين تحظى بهما على الصعيدين الاقليمي والدولي. وبين الوزير أن محاور البرنامج الرئاسي «معا لرفع التحديات» ترمي الى تحقيق مزيد من الرفاه والازدهار لتونس وبلوغ مصاف الدول المتقدمة وهو ما يتطلب مزيد تعميق الوعي بجسامة التحديات في المرحلة المقبلة وتضافر جهود كل القوى الحية في البلاد من أجل رفعها. وأبرز حرص الرئيس بن علي على توفير الاليات اللازمة للديبلوماسية التونسية للتفاعل مع تطورات الاوضاع على الصعيدين الاقليمي والدولي من خلال رسم خطة تحرك واقعية وعقلانية تقوم على منهجية استشرافية وقراءة موضوعية ومتبصرة للاحداث والتطورات بما مكن البلاد من تعزيز حضورها في مختلف فضاءات انتمائها والاضطلاع بدور فاعل على الساحة الدولية للاسهام في توطيد اركان السلم العالمي وتقليص الهوة التنموية بين البلدان المتقدمة والنامية واشاعة قيم التضامن والتآزر بين الشعوب وتكريس الحوار بين الحضارات والاديان. ولاحظ السيد كمال مرجان أن إحكام توظيف المقومات الجغراسياسية التي تتمتع بها تونس الى جانب علاقاتها الحضارية والسياسية والاقتصادية الممتازة التي تقيمها مع العالم العربي وافريقيا واوروبا من شأنه تعزيز قدرة الديبلوماسية التونسية على التفاعل مع الفضاءات الاخرى لا سيما منها الامريكية والاسيوية والاستفادة من فرص التعاون معها خدمة لمصالح البلاد وأولوياتها الوطنية مبرزا التزام الديبلوماسية التونسية بتنفيذ ما ورد في البرنامج الرئاسي 2009 2014 من أجل تأمين تحرك خارجي ينصهر في الاختيارات والاهداف المرسومة للخماسية المقبلة على مختلف المستويات. وأضاف أن المقاربة الوطنية للتنمية بانجازاتها الرائدة والمراتب المتميزة التي تحصلت عليها البلاد ضمن تقارير المنظمات الاقليمية والدولية ومؤسسات التصنيف الدولي تمثل سندا حقيقيا لسياسة تونس الخارجية وتحركها الديبلوماسي داعيا الى ضرورة التصدي الحازم للحملات المناوئة التي تحاول عبثا المساس من المكاسب التي ينعم بها التونسيون ولا سيما الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي ومضاعفة الجهد من اجل ابراز ما تحقق في تونس من تطور مطرد على درب تجذير المسار الديمقراطي التعددي وتعزيز منظومة حقوق الانسان نصا وممارسة. كما بين أن رعاية الجالية بالخارج والدفاع عن حقوقها تتنزل في صدارة اولويات تحرك البعثات الديبلوماسية والقنصلية باعتبار الجالية جزءا لا يتجزأ من مقاربة الشراكة مع الدول الشقيقة والصديقة ونظرا لما تزخر به من كفاءات ونخب ثقافية وعلمية واقتصادية جديرة بمساندة الديبلوماسية التونسية في خدمة مصالح البلاد السياسية والاقتصادية والتنموية. وأوضح السيد كمال مرجان ان دعوة رئيس الدولة إلى وضع 2010 سنة دولية للشباب والتي تبنتها الجمعية العامة للامم المتحدة بالاجماع تجسم حرص سيادته على الاحاطة الدائمة بالشباب والانصات لمشاغله وحمايته من كل اشكال الاقصاء والتهميش وتجنيبه مخاطر الانغلاق والتعصب بالاضافة الى اعطائه المكانة التي يستحقها في المجتمع حتى يكون طرفا فاعلا في تعزيز الحوار وتعميق التفاهم والاحترام المتبادل بين الشعوب. وأكد حرص الرئيس زين العابدين بن علي على اشاعة القيم الكونية السامية وتكريسها بما يترجم مساندة تونس المستمرة للجهود الدولية الرامية الى ايجاد تسويات سلمية للنزاعات لا سيما في منطقتي الشرق الاوسط وافريقيا ومعاضدة جهود الاممالمتحدة والتجمعات الاقليمية التي تنتمي اليها في احلال السلم في العالم.