يبقى اللاعب أيمن العياري الى حدّ الآن من أفضل الانتدابات التي قام بها فريق الملعب التونسي في هذه الصائفة ورقة رابحة اضافية في تخطيط المدرب الفرنسي باتريك لوفيغ. اندماجه في صلب المجموعة كان سريعا واضافته كانت واضحة من خلال المردود المتميز والأهداف الحاسمة التي سجلها في مباراة الجولة الافتتاحية أمام مستقبل قابس وفي اللقاء الثاني أمام شبيبة القيروان. «الشروق» اختارت أن يكون أيمن العياري ضيفها للنبش في بعض أوراق الماضي والحديث عن التجربة القصيرة التي قضاها في النجم الساحلي ومن ثمة التطرق الى بعض المواضيع الأخرى التي ستقرؤونها في هذا الحوار. سعيد بانضمامي ل«البقلاوة» في مستهل لقائه معنا تحدث اللاعب أيمن العياري عن ظروف انتقاله الى فريق الملعب التونسي هذه الصائفة، حيث أشار الى أنها كانت رغبة مشتركة بينه وبين مسؤولي «البقلاوة» الذين رغبوا بشدة في مجيئه، علاوة على أنه يعتبر نفسه من عشاق فريق الملعب التونسي وكثيرا ما تمنى أن يلعب بألوانه الى أن توفرت له فرصة تحقيق ذلك بعد أن نجح في الوصول الى صيغة تفاهم مع فريقه السابق النجم الساحلي مقابل فكّ الارتباط باعتبار أنّ عقده مع فريق جوهرة الساحل يمتد لموسم آخر. وأضاف محدثنا أنه اضطرّ في مقابل المجيء الى فريق باردو الى التنازل عن مستحقات موسم كامل قدرها أكثر من 100 ألف دينار. واعتبر أنّ هذا المبلغ لا يساوي شيئا أمام الراحة النفسية التي كان يبحث عنها والظروف الملائمة لمزيد العمل بأكثر جدّية. هربت ب«جلدي» من النجم ما الذي جعل أيمن العياري يتنازل عن مبلغ بهذا الحجم في مقابل فكّ الارتباط مع النجم؟ هل هي رغبة شديدة في الانضمام الى الملعب التونسي؟ أم هروب من تجربة صعبة عاشها في الفريق؟ عن هذه الأسئلة والاستفسارات يجيب محدثنا قائلا: «يبقى النجم الساحلي من الفرق القوية في تونس واللعب بألوانه يمنح دائما اللاعب فرصة التتويج بالألقاب، لكن ما عشته من ظروف نفسية صعبة في صلب هذا الفريق جعلني أستعجل في طلب الرحيل، لأني صراحة أحسست أنّ هناك من المسؤولين وبعض اللاعبين من يترصّدني ولا يرغب في وجودي بينهم. لم أفهم لماذا، لكن الذي أستطيع قوله أنهم فعلوا كل شيء لكي يخرج العياري من النجم، لقد وصل بهم الأمر الى حدّ ممارسة بعض الضغوطات على المدرب الهولندي «هامبورغ» لاقصائي ونجحوا في ذلك رغم أنّ هذا المدرب يدرك جيدا جدّيتي وانضباطي في التمارين وقدرتي على تقديم الاضافة التي كان يبحث عنها. مثل هذه الممارسات جعلتني أعيش تحت ضغط رهيب أفقدني الاحساس بنكهة اللقب في فريق النجم». أبناء الجمعية وراء ما حصل لي يضيف محدثنا: «لم يخطر ببالي أبدا وأنا أستعد للانضمام الى النجم الساحلي أن أتعرض لتلك المعاملة خاصة من طرف بعض اللاعبين المؤثرين في الفريق وكان واضحا من البداية رفضهم لوجودي وتدعم ذلك بمجرد أن حصلت القطيعة مع المدرب لطفي رحيم لأنهم اعتبروا منذ البداية أن قدومي الى النجم كان برغبة ملحّة من هذا المدرب الذي سيسعى لفرضي في التشكيلة في كل الأحوال. في كلمة كنت محسوبا على هذا المدرب رغم أنّ السيد معز ادريس هو من سعى جاهدا الى انتدابي وكان من الطبيعي أن يتصرف بعض اللاعبين من أبناء الجمعية بهذا الشكل أمام الصمت المطبق لبعض المسؤولين الذين كانت معاملاتهم تتغير من لاعب الى آخر واختاروا مبدأ التعامل بقفاز حرير مع اللاعبين المدلّلين وكانوا أشدّاء في مواقفهم مع «البرّاني»». ألبوا ضدي الجمهور عن طبيعة علاقته بجمهور النجم الذي لم تكن تعنيه مثل هذه المسائل بقدر ما كان يبحث عن اضافة يقدمها كل لاعب جديد، أكد أيمن العياري أن علاقته في البداية بالأحباء كانت طيبة وذكر أنه وجد كل الترحاب والتشجيع لكن تأثير البعض من أصحاب النوايا السيئة جعل هذه المعاملة تتغير حيث أصبح عرضة لاستفزازات فئة من الجماهير كانت مدفوعة من بعض الأطراف في صلب الفريق. ويضيف قائلا: «تعرضت الى عديد الاستفزازات من بعض الجماهير التي كالت لي كل أنواع السبّ والشتم حتى خلال الحصص التدريبية، أحسست صراحة أني كنت مستهدفا ولا يمكن أن أنجح في فريق النجم حتى لو أسجل في كل مباراة ألعبها هدفا أو هدفين. وكان لا بد حينها من المغادرة والرحيل. أعتقد أنها محطة في مسيرتي الرياضية وأتشرف بأني تقمّصت زي النجم خاصة وأنه تربطني ببعض الأطراف والأحباء علاقة طيبة لا يمكن أن تمحيها بعض المشاكل العابرة». سألجم أفواه المشكّكين في خاتمة حديثه أكد اللاعب أيمن العياري أن انضمامه الى الملعب التونسي سيكون بمثابة الانطلاقة الحقيقية له وأنه عازم على تقديم موسم استثنائي لإلجام كل الأفواه التي شككت في قدرته على تقديم الاضافة. ولم يفوّت الفرصة دون أن يعرّج على التذكير بخيبة الأمل التي أصابت كل أبناء المنستير بعد نزول فريقهم الى الرابطة الثانية والألم الكبير الذي يشعر به كلما تذكر هذه النكسة. واعتبر أن الوقت قد حان لأبناء الجهة ورجالات الجهة للالتفاف أكثر حول فريقهم حتى يستعيد بريقه ويعود الى مكانه الطبيعي.