مرحلة صعبة تمر بها الشبيبة منذ بداية الموسم مما يوحي ببداية أزمة خاصة وأن الفريق انحنى في مناسبتين وقدم مردودا متواضعا للغاية ولعب بطريقة سيئة جدا لا تتماشى مع طموحات آمال جماهير الأخضر والأبيض الذين تلقوا ضربة موجعة بعد هزيمتين متتاليتين ومردود في منتهى السلبية. الفريق لاح بلا روح انتصارية ولا عزيمة وفاقد للتوازن بين الخطوط الثلاثة وانضباط مفقود في الملعب ولياقة بدنية متواضعة حتى أن بعض اللاعبين بحثوا عن إنهاء المقابلة الأخيرة أمام الملعب التونسي بشكل لا يليق بفريق في الرابطة المحترفة الأولى، رغم أن الشبيبة كانت أول الأندية التي بادرت بالتحضيرات استعدادا للموسم الكروي الجديد وكانت أقل الفرق التي دخلت سوق الانتدابات بعد أن فرطت في أبرز اللاعبين الذين صنعوا بسمة الأحباء في الموسم الفارط. جمهور الشبيبة الذي لابد من ذكره بكل خير هو الوحيد الذي يتألم الآن لم آل إليه وضع الفريق... وهو الوحيد الذي بقي كبيرا داخل العائلة الموسعة للشبيبة وهو الوحيد الذي سيبقى وراء الفريق في السراء والضراء.. محافظا على بقائه ووجوده رغم شطحات المسيرين وأخطائهم القاتلة في حق الأخضر والأبيض وكل شيء يهون من أجل مصالحهم وعلاقاتهم الشخصية وكأنهم فوق المحاسبة!! بداية الشرارة عندما تحدثنا عن الإنقسامات والإختلافات والإنشقاق الموجود بين المسؤولين من جهة وبين اللاعبين والمدرب الحبيب الماجري من جهة أخرى... وأشرنا كذلك الى التكتلات الخطيرة والفجوة الكبيرة الموجودة بين صنف الأكابر وأصناف الشبان في السنوات الأخيرة... وكتبنا عن أزمة الإنضباط داخل المجموعة منذ بداية التحضيرات والشواهد على ذلك كثيرة وآخرها التصريح الخطير للاعب حسين الدردوري الذي انتقد مدربه الحبيب الماجري انتقادا لاذعا وقال بصريح العبارة أن أكثر من لاعب غير قادر على التواصل مع هذا المدرب... فكانت النتيجة مثوله مؤخرا أمام مجلس التأديب وإلحاقه بصنف الآمال وحالة التسيب داخل الفريق لم تعد سرا لذلك خرج الدردوري من صمته وسانده في ذلك أكثر من لاعب. وعندما كتبنا عن هذه الحقائق وحذرنا من نتائجها الوخيمة اتهمونا بتسميم الأجواء.. وعندما نشرنا تصريح النائب الأول للرئيس يوسف السرياطي على أعمدة «الشروق» والذي كشف فيه عديد التجاوزات الخطيرة التي تحدث داخل الهيئة على غرار الإنفراد بالرأي وغياب الشفافية والوضوح وأشياء غريبة وبدع كثيرة في التسيير رفضها السرياطي وهدد بالإستقالة والإنسحاب ما لم يقع مراجعة عديد الأمور.. كانت ردود الفعل كثيرة لكن هؤلاء تذكروا الآن أن هذا الحديث كشف المستور.. ونفض الغبار عن عديد الحقائق المثيرة وها هي الأحداث والنتائج الحاصلة تؤكد ذلك. فيلق من المنتدبين بلا إضافة جمهور الشبية انتظر أن تقدم الإنتدابات الجديدة الإضافة المرجوة خاصة وأن المجموعة ضمت عديد الأسماء المعروفة.. لكن اتضح بعد مرور جولتين أن هؤلاء اللاعبين لم يندمجوا بسرعة مع الفريق وكان مردودهم الفني والبدني دون المستوى المطلوب على غرار نوفل اليوسفي واسكندر بالشيخ وإقبال الرواتبي الذي يطالب الهيئة الآن بالقسط الأول من منحة الإمضاء (15 ألف دينار) دون أن يكون قد شارك دقيقة واحدة في المبارتين الأخيرتين.. ولاعب الإرتكاز نبيل التليجاني الذي فرّ بجلده بعد مباراة حمام سوسة وطالب بفسخ عقده... هذا الى جانب تجديد عقود بعض اللاعبين الاخرين رغم أنهم لم يفيدوا الفريق منذ الموسم الفارط... صراحة.. وهذا أمر غريب وخطير في الآن نفسه، ففي الشبيبة، المحب القريب من الهيئة والذي تربطه علاقات ببعض المسؤولين الفاعلين ينتدب... والمسؤول ينتدب... والمرافق ينتدب... والمدرب المساعد ينتدب والمدرب ينتدب... وحتى اللاعبون ينتدبون بحكم بعض العلاقات والمصالح التي تربطهم بزملائهم... والكل يفكر في الاستفادة المادية وتعيش الشبيبة. رضا العلويني بعد هزيمتين متتاليتين: جماهير الشبيبة وبعض اللاعبين يرفضون الماجري... فهل يصمد؟ واجه المدرب الحبيب الماجري عديد الانتقادات اللاذعة من أحباء الشبيبة بسبب اختياراته الفنية الفاشلة، ودخوله في صدام مع بعض اللاعبين الذين لم يتجاوبوا مع طريقة الانضباط، ولم يتأقلموا مع الخطاب الذي اعتمده هذا الفني مع المجموعة. هذه السياسة أوجدت حالة من العصيان والتمرد في صفوف اللاعبين حيث دخل بعضهم في صدام مع الماجري وهو ما أوجد بعض التكتلات داخل الفريق.. وقد دفعت الشبيبة فاتورة هذه المشاكل وهذا التسيّب بخروجها بصفر من النقاط بعد مواجهتين أمام فريقي أمل حمام سوسة والملعب التونسي، أما الغريب في كل ما يحدث من قلّة انضباط وغياب الانسجام ومشاكل بالجملة داخل الفريق فهو ضمن الهيئة ووقوفها مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث من تجاوزات ومناوشات بين المدرب وبعض لاعبيه.. مسؤولو الشبيبة لم يتحلوا بالشجاعة والجر أة ولم يتخذوا قرارات صارمة تجاه ما يحدث رغم أن الأمر لم يعد سرّا.. الماجري ينفي... والدردوري يؤكد موقف المدرب الحبيب الماجري لم يكن أقل غرابة من موقف أهل القرار في الشبيبة لأن هذا الفني نفى وجود أزمة انضباط داخل الفريق أو سوء تفاهم بينه وبين اللاعبين أو أي مشاكل من شأنها أن تؤثر على علاقته بالمجموعة، حيث أكد ل«الشروق» أن الأخطاء الفردية في الدفاع هي التي كانت سببا مباشرا في الهزيمتين أمام حمام سوسة والملعب التونسي.. الماجري ركّز على الأخطاء الفادحة وحمّل المسؤولية للمدافعين فقط، ولكن اللاعب حسين الدردوري كشف المستور في تصريحه بعد المباراة أمام «البقلاوة» لوسائل الاعلام عندما قال: «ان التواصل مفقود بين اللاعبين والمدرب الحبيب الماجري!». الدردوري صرّح بجزء من الحقيقة تصريح الدردوري نزل كالصاعقة على المسؤولين والجهاز الفني بل كان وقعه أعمق من الهزيمة الأولى والثانية وهو ما أوجد تغييرات وتطورات جديدة بعد أن شهد شاهد من أهلها.. الدردوري كان جريئا وتحمّل المسؤولية وكان صادقا مع نفسه ومع جماهير الأخضر والأبيض حين اعترف بالاخلالات الموجودة في الفريق على المستوى الفني والذهني والنفساني في غياب التجاوب والانسجام بين بعض اللاعبين والمدرب الحبيب الماجري رغم هذه الاعتبارات التي دوّخت المسؤولين فإن الدردوري لم يصدع بكل الحقيقة لأن ما خفي أخطر بكثير.. لكن لعبة المصالح اقتضت إحالة الدردوري على مجلس التأديب من أجل اتخاذ الاجراء التأديبي الذي يستحقه بسبب تطاوله وجرأته وصراحته وتجاوزه الخطوط الحمراء.. مقابل تجديد الثقة في المدرب الحبيب الماجري ومنحه الصلوحيات الكاملة! الأحباء ضد القرار قرار بقاء الماجري وإلحاق الدردوري بصنف الآمال قبل مثوله أمام مجلس التأديب أثار ردود فعل سلبية في صفوف الأحباء الذين أطلقوا صيحة فزع بسبب هذه القرارات الارتجالية والحلول السطحية التي تؤكد في الحقيقة ازدواجية القرار لأن التحامل على الدودوري واتهامه بتسميم الأجواء لأنه صرح بحقيقة ما يجري داخل الفريق من أجل التدارك والاصلاح قبل فوات الأوان أمر غير معقول وغير مقبول من القائمين على شؤون الفريق.. فالدردوري ليس الوحيد الذي انتقد المدرب الحبيب الماجري.. والهيئز ة تدرك ذلك جيدا بعد أن بلغتها عديد الشكاوى منذ اشراف هذا الفني على حظوظ الأخضر والأبيض.. وفي اعتقادنا فإن الدردوري لا يستحق مثل هذا التعامل بمجرّد أنه أشار الى مواطن الخلل بل يحتاج الى الدعم المعنوي لا لإحباط العزائم وهو ما نأمل أن تفهمه الهيئة المديرة، لأن الدردوري عندما تكلّم تحدث باسم أغلبية اللاعبين وهو ما يجب أن يتفطّن له أصحاب القرار. هل يصمد الماجري...؟ بالرغم من خبرته وتكوينه الأكاديمي فإن المدرب الحبيب الماجري الذي سبق وأن خاض تجربة سابقة مع الشبيبة في الرابطة الثانية والذين أقدموا على انتدابه من جديد يعرفون كل كبيرة وصغيرة عن هذا الفني خاصة على مستوى سياسة الانضباط وتعامله مع نجوم الفريق، فإن الماجري لم يجد الترحاب من أغلبية الأحباء الذين تقبّلوا اختياره للإشراف على حظوظ الشبيبة بشيء من التململ والتخوّف، لكن بعض المسؤولين من المدافعين على هذا الاختيار قالوا ان الماجري تغيّر كثيرا ولم يعد ذلك الفني العنيد والمتصلّب، غير أن النتائج الحاصلة والمشاكل التي يعيشها الفريق أكدت أن الماجري على صفيح ساخن في صيف غير عادي في القيروان، خاصة وأن جماهير الأخضر والأبيض أصبحت تصرّ على التغيير.. فهل يقدر الماجري على العمل تحت ضغط الأحباء والصمود أمام المشكّكين..؟ هذا ما ستؤكده أو تنفيه الأيام القليلة القادمة.