سوت حكومة رجب طيب أردوغان مشكلتها مع الجيش التركي عبر تعيين رئيس أركان وقائد القوات البرية، بعد تعثر شغل هذين المنصبين بسبب اتهامات الحكومة لبعض القادة العسكريين الكبار بالتورط في مخطط انقلابي عام 2003. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية امس ان الاعلان عن شاغلي المنصبين تم في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية بعد اجتماع ضمّ الرئيس التركي ووزير الدفاع والقائد السابق للقوات البرية أيشيك كوشانر الذي تحوّل بمقتضى الاتفاق بين المؤسسة السياسية والعسكرية الى رئيس لأركان الجيش. وأضافت ان الحكومة عينت الجنرال أودال جيلان أوغلو قائدا للقوات البرية. ويحسم هذا الاتفاق الجدل المستمر منذ عدة أيام خاصة بعد ان انتهى الاجتماع السنوي للمجلس العسكري الاعلى في الرابع من أوت الجاري دون تعيين قائد القوات البرية وأركان الجيش في ظل خلاف قوي بين الحكومة والجيش حول هوية قائد القوات البرية. ويعتبر محللون مطلعون ان أردوغان رفض تعيين الجنرال حسن ايغشير لمنصب قيادة القوات البرية بسبب اتهامه بالمشاركة في مخطط انقلابي ضد حكومة العدالة والتنمية. ويضيفون ان الرئيس السابق للأركان الجنرال ايلكر باشبوغ والذي سيحال قريبا الى التقاعد، اقترح اسما آخر غير جيلان أوغلو الذي تزكيه حكومة أردوغان لقيادة القوات البرية. ويؤكدون ان هذا الامر يثبت هيمنة الحكومة الحالية على رأس المؤسسة العسكرية أولا، وفقدان الاخيرة لنفوذها المعتاد. وكان اجتماع المجلس العسكري الاعلى قد أقرّ لائحة ترقيات استبعدت 11جنرالا وأميرالا صدرت في حقهم مذكرات اعتقال بسبب اتهامهم بالضلوع في مؤامرة «المطرقة» لإسقاط حكومة العدالة والتنمية.