عاد وفد المنتخب الوطني لكرة القدم مساء أول أمس.. في ساعة متأخرة الى البلاد وفي الجراب فوز ثمين وكبير بعد عرض قوي ومقنع.. لكنه عاد كذلك ونجمه ياسين الشيخاوي مصاب بكسر مضاعف وأحزان نغّصت فرحة الانتصار والعودة الى السير في طريق النجاح. أقنع منتخبنا وأمتع بذلك الأداء القوي الذي قدمه في نجامينا أمام التشاد وهزمها بثلاثية كاملة وكادت النتيجة تكون أثقل لو لم تقف العارضة في 3 مناسبات ضد محاولات الدراجي (دق 24) وبن خلف اللّه (دق 28) والنفطي (دق 35). وبقطع النظر عن اسم المنافس وقيمة لاعبيه إلا أن ما قدمه منتخبنا خارج تونس وعلى أرضية عشب اصطناعي وفي توقيت صعب في بلاد يمتاز مناخها بالرطوبة والحرارة يعد نقلة نوعية في حياة أداء منتخبنا بعد مرحلة سابقة تميّزت بالتذبذب وغياب النجاعة وانعدام الفاعلية. روح عالية وتحفز كبير ما يحسب للمنتخب الوطني في مباراة التشاد تلك الروح العالية التي ميزت أداء اللاعبين واندفاعهم فقد كان العطاء كبيرا والاندفاع أكبر.. كان هناك شعور بالمسؤولية ورغبة واضحة وجلية في المصالحة مع الذات.. ذات اللاعبين الكروية وإخراج صورة المنتخب من وحل النتائج السلبية. ما قدمه اللاعبون كان عودة منهم الى الجادة واستعادة منهم للثقة في امكاناتهم وما عليهم إلا المواصلة. دقيقة وراحة لن تقل عن 4 أشهر لم يلعب ياسين الشيخاوي إلا دقيقة وبعض الثواني ليتلقى إصابة لعينة من لاعب تشادي أصابه بحذاء رياضي غير مسموح باللعب به حيث تدخل بعنف على لاعبنا وسبّب له كسرا مضاعفا على مستوى قصبة الساق. وقد نقل الى أحد المستشفيات في نجامينا حيث تلقى الاسعافات الضرورية قبل العودة به على متن الطائرة الخاصة الى تونس حيث نقل الى احدى المصحات وأجريت عليه العملية الجراحية الضرورية وسوف يحتاج الى راحة لن تقل عن أربعة أشهر. تعاطف وحزن كان التعاطف كبيرا مع ياسين الشيخاوي حيث قال مارشان: «انتصرنا لكننا غير سعداء بسبب ما حصل للشيخاوي.. لقد تعرّض الى إصابة خطيرة ستحرمه لمدة طويلة من اللعب.. هذا محزن حقا». أما قائد المنتخب كريم حقي فقال لنا: «ما تعرّض له الشيخاوي مؤثر.. ومحزن ومؤلم». ومن جانبه قال عصام جمعة «أنا حزين جدا على ياسين.. فهو لاعب لا يستحق ما حصل له.. أعرف أننا كلاعبين معرّضون لخطر الاصابات لكن أن يكون اللاعب عائد من اصابة ومن راحة طويلة فهذا صعب.. صعب جدا». بن خلف اللّه الاستثناء قدّم كل اللاعبين مردودا غزيرا لكن فهيد بن خلف اللّه كان الاستثناء في مباراة التشاد وهو الذي قدم أروع مباراة له منذ التحاقه بالمنتخب.. كان هدافا وصاحب تمريرة حاسمة وسدّد على القائم وقدم لوحات رائعة.. وكان حاضرا بدنيا لذلك يستحق كل الشكر. الذوادي العائد والدراجي المفيد لاعب آخر برز في المباراة وهو زهير الذوادي الذي تحرّك بلا هوادة ومرّر وصنع الأهداف.. ففي الهدف الأول كان وراء كرة القربي التي جاءت بالهدف وفي الهدف الثاني هو الذي قام بالعمل الكبير قبل أن يمرّر لبن خلف الله الذي مهد لجمعة. كما أن أسامة الدراجي تميّز في هذه المباراة بأداء كبير وأظهر أنه لاعب مفيد جدا في وسط ميدان المنتخب فهو متحكم جيّد في الكرة ومبادر يصنع اللعب وبالتسديد. لا خوف على الشرميطي كان الشرميطي يشكو من بعض الأوجاع على مستوى ركبته لكن تبيّن أن الاصابة غير خطيرة والحمد للّه. «نوهاندياز» مرة أخرى يبدو أن الحكم الايفاوري نوهاندياز سيكون وجه سوء على المنتخب لأنه في كل مباراة يديرها للمنتخب تحدث أشياء غريبة. في مباراة التشاد كان متسامحا جدا مع لاعبي التشاد ولم يقص حارس المرمى الذي تدخل بعنف على جمعة وكان آخر مدافع كما لم يقص اللاعب الذي اعتدى على الشيخاوي، كما أنه أعاد اللعب في لقطة إصابة الشيخاوي والفزع على وجوه لاعبي المنتخب الأمر الذي سهل للتشاديين تسجيل هدفهم الوحيد.. اليوم لا بد من تنبيه ال«كاف» الى صفارة هذا الحكم!