بمناسبة شهر رمضان، وضعت الوكالة الوطنية للمترولوجيا برنامج عمل خاص يهدف الى مراقبة المكاييل والموازين المستعملة بمختلف المحلات والأسواق للتأكد من سلامتها الفنية وصلوحيتها القانونية وطرق استعمالها على الوجه الصحيح وذلك لضمان نزاهة العمليات التجارية وشفافيتها. وقال السيد مراد بن حسين مدير عام الوكالة الوطنية للمترولوجيا التي احدثت في 2008 وانطلقت في النشاط في2009، ان مراقبة أدوات الكيل والوزن يتم على مرحلتين الأولى على مستوى الصنع والتوريد والثانية على مستوى الاستعمال في السوق.. كما توجد أنواع أخرى من الرقابة المترولوجية وتهم المواد المعبأة سواء الغذائية او غيرها وكذلك الخبز بأنواعه وكذلك للتأكد من مدى مطابقة الوزن الصافي لهذه المنتوجات مع الوزن المعلن عنه او المؤشر على المعلّبات. تحسيس إضافة الى العمل الفني الميداني فإنه يتم دوما إيلاء الجوانب التحسيسية والتوعوية أهمية بالغة قصد نشر «التثقيف المترولوجي» لدى التجار ومختلف المتدخلين الاقتصاديين ويرتكز هذا التثقيف عادة على ابراز الفوائد الاقتصادية الناتجة عن استعمال أدوات قيس صحيحة والتعريف بالتزامات ماسكي ادوات القيس وبالتشاريع المنظمة لهذا المجال.. وقد تم لهذا الغرض اعداد بطاقة ارشادات تتضمن جملة من البيانات الاعلامية والفنية التي من شأنها ان توفّر المعلومات الضافية للتجار ولماسكي ادوات القيس. وبمناسبة شهر رمضان وقع تركيز نقاط قارة للمخاطبة والارشاد الفني والقانوني لطالبي الخدمات والمعلومات وخاصة فيما يتعلق بمآل المخالفات التي تقع معاينتها. أهمية ذكر مدير عام الوكالة الوطنية للمترولوجيا ان أنشطة القيس اصبحت ركيزة هامة للاقتصاديات المتطوّرة والحديثة وذلك نظرا لجدواها الاقتصادية الهامة حيث تساهم في تأهيل الصناعة والجودة وفي التجديد والابتكار. وذكر بالخصوص ان نفقات الدول الأوروبية السنوية التي تهم أنشطة القيس تمثل نسبة 1٪ من الناتج الداخلي الخام (83 بليون أورو). وتساهم أنشطة القيس والمترولوجيا ب 2.7٪ من الناتج الداخلي اي ان كل أورو يقع انفاقه على أنشطة القيس يوفّر حوالي 3 أورو في الناتج الداخلي الخام. وكل هذه العوامل دفعت بتونس الى بعث هذه الوكالة في 2008 حتى تساهم في تطوير الاقتصاد الوطني. عدّادات إضافة الى مراقبة المكاييل والموازين في الأسواق والمصانع والمواد الغذائية المعبأة وكذلك المواد الأخرى المعبأة (مواد تجميل أقمشة كوابل كهربائية دهن...) تقوم الوكالة بمراقبة العدادات بمختلف أنواعها مثل العدادات ذات الاستعمال المنزلي (عدادات الكهرباء والغاز والماء) وذلك ضمانا لفوترة نزيهة للاستهلاك المنزلي من هذه المواد. كما تراقب ايضا عدادات التاكسي وعدادات محطات الوقود والعدادات الأخرى ذات الاستعمال الصناعي او الخدماتي والخزانات والصهاريج والمضخات وقوارير الغاز والموازين الجسرية والصناعية. تثبت ستقوم الوكالة الوطنية للمترولوجيا خلال شهر رمضان الجاري بالتثبت من صلوحية الاختام الموضوعة على آلات الوزن ومن انها حاملة لأوسام سارية المفعول اي حاملة لعلامات التحقق الدوري لسنة 2009 و2010. كما سيقع التثبت من مدى احترام استعمال ادوات الوزن الخاصة حسب طبيعة النشاط التجاري اضافة الى اهمية وضع هذه الأدوات على أماكن منبسطة. وبكل تأكيد ستكون لعمل وكالة المترولوجيا مزايا عديدة على المستهلك وعلى الاقتصاد الوطني خاصة ان عدة تجار أصبحوا يعمدون الى التحيّل والغش عبر آلات الوزن والمكاييل وهو ما يؤثر سلبا على نجاعة الاقتصاد وشفافية المعاملات ولابد من الحزم في هذا المجال وعدم التسامح مع المخالفين.