[email protected] ياسين الشيخاوي لاعب فذّ بكل المقاييس ولاعب كبير من كل الزوايا وأنا على يقين أن هذا البلد سيبقى عاقرا طويلا قبل إنجاب مثيل لهذا اللاعب الموهوب مثلما بقي عندما ابتعد طارق والعقربي وعتوقة وذلك الجيل الذهبي من الكوارجية... ياسين تنكّر له الحظ... بل هو ابتلاء من عند الله لن يعترض عليه هذا اللاعب المؤمن لكن من حقنا أن نقف عند إصابته الأخيرة بعد أن هزتنا الآلام تعاطفا مع لاعب نحبه ونحترمه ونتمنى أن تمتلئ ملاعبنا بأمثاله فنّا وأخلاقا... وفي الوقت الذي تلهينا فيه بالحديث عن الثلاثية التي مررناها إلى شباك التشاد (وما أدراك).. وهللنا لذلك المردود الكبير والعودة القوية لعناصرنا الدولية... وسامحناهم على جميع أخطائهم البدائية وفتحنا معهم صفحة جديدة شعارها «لا للضحك على ذقون القاعدة الجماهيرية» وتناسينا الإصابة الخطيرة التي تعرض لها ياسين الشيخاوي في خضمّ كل هذه الفوضى من الحواس والشعور بنشوة الانتصار على التشاد (وما أدراك).. لكن الحمد لله أن الدرس جاءنا من غيرنا.. والحمد لله أن الضربة الحقيقية تلقيناها نحن ولم يتلقها ياسين عندما رفرفت لافتة في مدارج أحباء، اف سي زوريخ ترفع من معنويات ابننا وتذكره بأنه دوما في القلب وتبلغه بأن الجماهير تتقاسم معه الإصابة والآلام في وقت عاد فيه لاعبونا من التشاد فرحين مسرورين غير عابئين بخطورة إصابة زميلهم وأكاد أقسم أن الذين رأيناهم يمسكون رؤوسهم فوق أرضية الميدان أسفا ولوعة أنهم لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء السؤال والزيارة والاطمئنان... تلك هي عقليتنا وعقليتهم... وتلك هي المسافة التي تفصلنا عنهم في أي ميدان.. فنحن مع «الواقف» إلى أبد الآبدين... وهم يحترمون الواقف كثيرا حتى وإن سقط... ندرك جيّدا أن ما تعرّض له ياسين الشيخاوي قضاء وقدر... لكن نؤمن أيضا أن من ركائز هذا الشهر الفضيل السؤال عن أحوال الآخرين وشد أزر المنكوبين ومساعدة المساكين.. وأنا على يقين أن الشيخاوي بكل ذلك الإيمان الصارخ والقلب الكبير والجمال الروحي لا يحتاج في هذا الوقت بالذات إلا إلى رفع المعنويات ولو بالكلمات... ما جرني إلى كتابة هذه الأسطر مكالمة وصلتني أمس من صديقي الحارس محرز حسني سألني فيها عن أحوال ياسين الشيخاوي وبلّغني إليه رسالة فحواها عاطر بالمحبة الصادقة والتمني بالعودة السريعة إلى الملاعب والصبر على المتاعب... هي كلمات بسيطة لكنها صادقة من حارس جمعته لقطة خلاف مع ياسين الشيخاوي منذ مواسم انتهت بنهاية اللقاء ولم تقدر أن تمسح ما علق في القلوب من حِلم ورحمة وحب ومودة كم نحتاجها جميعا لنواجه قهر الزمن...