تستعدّ إيران لافتتاح أول مفاعل نووي غدا وسط توقعات بأن تقدم الولاياتالمتحدة وإسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لها «قبل فوات الأوان» وذلك بناء على تقديرات أمريكية اعتبرت أن تشغيل مفاعل بوشهر سيمثل نقطة اللاعودة التي لا يمكن بعدها القضاء على البرنامج النووي الايراني بالقوة العسكرية. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في عددها الصادر أمس ان الوقت حان لتوجيه الضربة العسكرية التي طال انتظارها خصوصا أن العدّ العكسي لبدء انتاج الوقود النووي بات على بعد 24 ساعة. تحرّك ضروري وأكدت الصحيفة ضرورة التحرّك، مشككة في أن تتخذ الولاياتالمتحدة أي خطوة في هذا الاتجاه، ولافتة الى ردّ وزارة الخارجية الأمريكية على التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تخصيب اليورانيوم الايراني، والذي جاء فيه «نحن نأمل أن تعرب ايران عن استعدادها للجلوس الى الطاولة، ونحن جاهزون لإجراء هذا الحوار» معتبرة أنه «خطاب ضعيف لا يبث خوفا في نفوس الايرانيين من تبعات عدم تعاونهم» حسب قولها. واعتبرت الصحيفة أن اسرائيل هي الجهة الوحيدة التي من المرجح أن تشنّ ضربة عسكرية خصوصا أن موقع «بوشهر» موقع ظاهر وبالامكان قصفه بالأسلحة التقليدية، فالقوات الجوية لن تحتاج الى وقت طويل للتحليق في الأجواء الايرانية لقصف المفاعل كما يمكن استهداف المنشأة بواسطة صواريخ من البحر تنطلق من الغواصات الاسرائيلية. وأوضحت الصحيفة أن السفير الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة جون بولتون حدّد موعد الجمعة وسط مخاوف من أن يؤدي قصف منشأة جاهزة للعمل الى مخاطر ناجمة عن الارتدادات الاشعاعية. يوم تاريخي وبعد 35 عاما من الانتظار تطلق إيران غدا أول مفاعل نووي لها بنته روسيا قرب مرفإ بوشهر (جنوب). وسيبدأ التقنيون الروس والايرانيون في المحطة غدا بشحن 165 من قضبان الوقود في المفاعل النووي ليصبح عندها رسميا منشأة نووية. وستستغرق العملية التي تتم بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية حوالي 15 يوما حسب رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي. والمفاعل بحاجة الى شهر ونصف الشهر ليبلغ 50٪ من قدرته وليتم ربطه بشبكة الكهرباء والى ستة أو سبعة أشهر لينتج طاقته القصوى المقدرة ب1000 ميغاواط. ويمثل إطلاق مفاعل بوشهر لإيران نجاحا تكنولوجيا وسياسيا و«شوكة في خاصرة خصومها» حسب صالحي. وأضاف «كلما زادوا ضغوطهم سرّعنا وتيرة برنامجنا النووي». وأكد صالحي أن الخيار الوحيد أمام ايران في نزاعها النووي هو المقاومة، وقال «إذا قاومنا ستنهار جبهة المعارضة العالمية لبرامجنا النووية». وأضاف المسؤول الايراني أن استخدام الطاقة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية ستكون له فوائد اقتصادية أيضا، مؤكدا، لقد نجحنا حتى الآن في مقاومة كافة الضغوط السياسية».