يبدو أن هياكلنا الرياضية أفرزت لنا بطولة محلية قد تكون الاغرب على مستوى العالم انها بطولة التقطعات المستمرة ونظام القطرة قطرة وهو ما جعلها تكون بطولة باهتة بلا ملامح وبلا شخصية بعد أن أنهكتها هذه التقطعات وعادت بالوبال على الاداء وشاهدنا انهيارا مفزعا خلال الجولة الثالثة ذهابا بعد احتجاب دام ثلاثة أسابيع وان الحصيلة الهزيلة من الاهداف المسجلة وعددها 5 أهداف في 7 مقابلات تدين هذه الهياكل التي ستجد نفسها مضطرة الى اعادة التخطيط والبرمجة المحكمة للخروج بالبطولة التونسية من هذا النفق المظلم لانهاء مسلسل التقطعات وايجاد صيغة مثالية لبطولة منتظمة حتى لا تدفع الجماهير والاندية ضريبة هذه التقطعات غاليا أما اذا رفضت هذه الهياكل كل محاولات التطوير والاصلاح فإن ذلك لن يعود بالمضرة على الاندية فحسب وانما كذلك على اداء المنتخب الوطني. «الشروق» تحدثت الى المدرب واستاذ التربية البدنية السيد حمودة الغربي (قصر سعيد) وكذلك الى المدربين سامي الطرابلسي وفتحي العبيدي بالاضافة الى الدكتور محمد رضا الشريف، بشأن تأثيرات هذه التقطعات على الاداء وكذلك على صحة اللاعبين، فأكدوا ما يلي: الاستاذ حمودة الفري: لاحظنا أن التقطعات التي شهدتها البطولة المحلية أضرت كثيرا بالمستوى الفني للمقابلات لأن البرمجة لا تخضع الى القواعد العلمية المتعارف عليها والتي تحتم ضرورة اجراء 10 جولات على الاقل بصفة مسترسلة على أن تخضع بعد ذلك المسابقة الى راحة مدتها 21 يوما قبل استئناف نشاطها من جديد وينبغي على الادارة الفنية أن تكون عنصرا فاعلا ومشاركا في وضع البرمجة الخاصة بهذه المسابقة بالتشاور مع الهياكل الرياضية المعنية سامي الطرابلسي (مدرب مساعد المنتخب الوطني) «أدت التقطعات المتتالية التي شهدتها بطولتنا المحلية الى تأثيرات سلبية واضحة على المستوى الفني العام للفرق مرفوقا بتزايد عدد الاصابات وكان بالامكان تجنب اللجوء الى هذه التقطعات خاصة وأننا نخصص حوالي 11 شهرا لهذه المسابقة ولا ننكر أن توقف البطولة في أكثر من مناسبة سينعكس سلبا على الفريق الوطني بحكم أننا نوجه الدعوة الى بعض اللاعبين الذين ينتمون الى عدة فرق تكون خاضعة الى فترة مطولة من الراحة على غرار النادي الافريقي والنجم الرياضي الساحلي في الوقت الراهن في الوقت الذي سيكون فيه لاعبو الترجي والنادي الصفاقسي مثلا أكثر جاهزية في ظل عدم توقفهما عن النشاط الرياضي بحكم التزاماتهما القارية لذلك نتمنى مراجعة الامر بالتنسيق مع الادارة الفنية وكان من الافضل على سبيل المثال أن تنطلق البطولة الوطنية في موفى شهر رمضان المعظم تجنبا لمثل هذه التقطعات». فتحي العبيدي (مدرب) «بما أنه سبق لي العمل في احدى البطولات الاوروبية وتحديدا في الدوري البلجيكي فإنني لم أشاهد الاعتماد على سياسة لعب البطولة على عدة مراحل الا في بلادنا لأن مثل هذه التقطعات ستؤثر بكل تأكيد على المستوى الفني لمختلف الاندية خاصة منها التي حققت الانتصارات في الجولات الاولى لأن هذه الفرق تمر بنسق تصاعدي وأي خلل يطرأ على مستوى البرمجة الخاصة بالمقابلات سيهدم كل ما بنته هذه الفرق خلال فترة التحضيرات... ولكن مع ذلك لا ننكر أن هذه التقطعات ستخدم بكل تأكيد مصلحة الفرق غير الجاهزة لأنها ستكون أمام فرصة سانحة لتدارك أمرها...». تعدد الاصابات بالاضافة الى التأثيرات السلبية لهذه التقطعات التي تشهدها البطولة على مستوي الاداء فإن هذه التقطعات تتسبب كذلك في تعدد الاصابات وهو ما أكده الدكتور محمد رضا الشريف ل«الشروق» وخاصة منها الاصابات العضلية وذلك كنتيجة حتمية لتوقف اللاعب عن النشاط في أكثر من مناسبة وقال الدكتور محمد رضا الشريف انه بامكان اللاعب علميا أن يلعب بصفة مسترسلة ودون حاجة الى هذه التقطعات لمدة 20 جولة... سامي حماني الجمهور: تقطع البطولة وراء تراجع الأداء «الشروق» نزلت الى الشارع ورصدت آراء الجمهور الذي عبّر بكل تلقائية عن تذمره من توقف البطولة في أكثر من مناسبة وأجمع الجمهور الرياضي على تراجع المستوى الفني للبطولة الناتجة عن هذه التقطعات، فكانت الآراء كالتالي: ماهر السويسي: مراجعة برمجة البطولة «أعتقد أن البرمجة الخاصة بالبطولة أصبحت في حاجة الى مراجعة عاجلة وفورية لأن التقطعات التي شهدتها هذه المسابقة أدت الى تراجع فني واضح وغياب التركيز خاصة وأن بعض الفرق عادة ما تعرف نسقا تصاعديا ومن المنطقي أن يتراجع مردودها بمجرد ركون البطولة الى الراحة قبل عودتها الى النشاط من جديد وهو ما لاحظناه خلال الجولة الثالثة». محمد الخالدي: انقطاع البطولة تسبب في تراجع المستوى الفني «لاحظنا المستوى الفني المتواضع والمحتشم الذي ظهرت به الفرق خلال الجولة الماضية بعد انقطاع البطولة عن النشاط لعدة أسابيع هذا بالاضافة الى تعدد الاصابات». أيمن نصري: كل الفرق متضرّرة باستثناء الترجي والنادي الصفاقسي «أعتقد أنه حان الوقت لمراجعة البرمجة الخاصة بالبطولة الوطنية إذ ما معنى أن تخوض أندية الرابطة المحترفة الأولى جولة وحيدة في شهر رمضان؟ فهذه التقطعات أضرّت كثيرا بالمستوى الفني لمختلف الفرق باستثناء الترجي والنادي الصفاقسي بحكم أنهما واصلا المنافسة في كأسي إفريقيا». فتحي الفرجاني: الاتحاد الافريقي يتحمل أيضا المسؤولية «إننا نواجه إشكالا واضحا على مستوى البرمجة ومما عقّد المسألة أكثر البرمجة الخاصة بالاتحاد الافريقي وهو ما أجبر بطولتنا على الانقطاع في أكثر من مناسبة مما عاد بالمضرة على المستوى الفني لكل الأندية المتواضع أصلا». سالم مزغوني: انقطاع البطولة جعلها تكون مملة «لقد أصبحت البطولة مملة الى أبعد الحدود وتراجع المستوى الفني بشكل واضح نتيجة هذا الانقطاع بين الحين والآخر بدون موجب». محرز النموشي: «أعتقد أن انقطاع البطولة عن النشاط في أكثر من مناسبة لم يكن في مصلحة الأندية وبالاضافة الى تأثر المردود الفني فقد لاحظنا تعدد الاصابات».