بلغ أسطول سيارات «التاكسي» (الفردي) في كامل البلاد حوالي 25 ألفا و500 سيارة نصيب تونس الكبرى منه يصل الى حدود 15 ألفا و500 سيارة وتجاوز بالعاصمة 9160 سيارة ورغم هذا العدد الكبير فإن العثور على سيارة تاكسي شاغرة تصبح مهمة مستحيلة خاصة في شهر رمضان وفي أوقات الذروة. ويتذمر الحرفاء من امتناع بعض السائقين عن نقلهم وتعمّدهم فرض الوجهة التي يختارونها بتعلّة التعب والارهاق وفي حالات أخرى يرفضون الوقوف لهم بحجة أن وقوفهم سيساهم في تعطيل حركة المرور وهذاما يكشف عنه السيد مهدي، إذ يقول: «أصحاب سيارات التاكسي يعملون حسب مزاجهم وفي كثير من الأحيان لا تسمع من سائق السيارة الا كلمة «انزل تلك ليس طريقي» او يرفض الاستجابة لطلبك دون اي مبرّر مقنع». وذكر السيد صلاح الدين ثملاوي: «البعض من السائقين يرفضون الذهاب الى المناطق الشعبية ويخيّرون حمل الحرفاء الذين يقصدون الأحياء الراقية بتعلّة اختناق حركة المرور وحالة الطرقات السيئة وفي الحقيقة الدافع هو مادي بالأساس». ويلاحظ السيد بدر الدين الصغير أن تجاوزات سائق التاكسي لا تقتصر على شهر الصيام فحسب بل هي على امتداد كامل السنة ولكن مع ارتفاع درجة الحرارة وما يُسمّى بحشيشة رمضان يُصبح سلوكهم اكثر تشنّجا وعدائية. ويعتبر السيد محمد الجبنياني ان البعض يجد في حشيشة رمضان ذريعة لتبرير سلوكهم الانفعالي مؤكدا على ضرورة التدخل للحد من هذه التجاوزات ولاقامة علاقة مبنية على الاحترام. ولإيجاد تفسيرات مقنعة لمثل هذه التجاوزات اتصلنا بالسيد علي الفهري رئيس الغرفة الوطنية للتاكسي الفردي الذي أكّد أن الامتناع عن نقل الحريف يُعدّ سلوكا مرفوضا قد يجعل السائق عرضة لتتبعات وعقوبات ويأتي ذلك بعد أن يدوّن الحريف رقم السيارة والرمز وتقديم شكوى للجنة العقوبات. وعن أسباب تغير سلوك سائقي سيارات التاكسي يفسر ذلك بالقول: «يوجد «جيل» جديد من السائقين الشباب الذين لم يتعودوا بعد على طبيعة الحريف ولم يتمرسوا بالمهنة ومصاعبها كما أن ارتفاع درجة الحرارة وحشيشة رمضان تساهم في التوتر والتشنّج. ويستدرك قائلا: «رمضان شهر التقوى والعبادة ولا يجوز اتخاذه ذريعة لتبرير أي سلوك انفعالي ونحن نحرص على تحسيس سائقي السيارات بمدى حساسية مهنتهم وحثهم على احترام الحرفاء وتغيير عقليتهم بما يتماشى مع تطورات العصر. ولا ننسى أن للحرفاء دورا أيضا في هذه العلاقة المتوترة لا يتحملها أصحاب سيارات التاكسي لوحدهم.