«لا يخدموا ولا يخلّو آشكون يخدم» هذا المثل الشعبي استحضره أحد حرفاء سيارات أجرة «التاكسي» الذين نفذوا مؤخرا إضرابا عن العمل وطالبوا بإيقاف قرار الموافقة على رخصة التاكسي الجماعي بإقليم تونس الكبرى. تونس «الشروق» في وسط العاصمة قد يضطر الحريف الى انتظار حلول سيارة تاكسي شاغرة لمدة تصل الى 50 دقيقة تحت تأثير أشعة الشمس وارتفاع حرارة الطقس ويزداد شعور المواطن بالاختناق والتوتّر عندما يفرض عليه صاحب السيارة تحديد وجهته مسبقا ويشترط عليه عدم التوجه نحو هذا الحي أو ذاك وقد يمتنع عن حمله وهو مخالف للقانون. وقد أكد أحد المواطنين أنه كان برفقة أمه المريضة التي كانت حالتها الصحية غير مستقرّة وتتطلب تدخلا طبيّا سريعا وعندما حاول حملها الى المستشفى بقي في انتظار سيارة «تاكسي» فترة طويلة مما سبب لها مضاعفات خطيرة وزاد من تعكّر حالتها. وإضافة الى طول الانتظار والمطالبة بتحديد الوجهة مسبقا والشروط التي يملونها على الحرفاء فإن تصرفات أصحاب سيارات أجرة «التاكسي» في بعض الأحيان غريبة مما ينتج عنها علاقة متوتّرة مبنية على انعدام الثقة كأن يعمد بعضهم مثلا الى الإطالة في مدة السفرة للترفيع في سعر «الكورسة» أو أن يفضل السائق الحريف الأجنبي على التونسي (في المطار مثلا) أو أن يطالبك دون خجل أو حياء بتمكينه من «الإكرامية». وأظهر العديد من المواطنين عدم رضاهم على خدمات سيارات التاكسي وطالبوا من أصحابها بضرورة التركيز على تطوير خدماتهم وتحسين معاملاتهم والابتعاد عن التصرفات المهينة للحرفاء عوض التركيز على الإضراب والاحتجاج على التاكسي الجماعي، في حين اعتبر البعض الآخر أنه من حق أصحاب سيارات التاكسي المطالبة بحل مشاكلهم المهنية ولكن عليهم في نفس الوقت تحسين خدماتهم والارتقاء بها وتجاوز كل توتّر او تشنّج مع الحرفاء. ورغم الانتقادات والاتهامات بالتقصير والامتناع عن حمل الركّاب وتجاوز القانون هنالك من المواطنين من يؤكد على أنه لا يمكن التعميم اذ توجد نسبة ولو قليلة من السائقين ترتقي تصرفاتهم ومعاملتهم للحرفاء الى المطلوب ثم ان ارتفاع عدد سكان العاصمة نتج عنه كثرة الطلب على سيارة «التاكسي» وأصبح يصعب الاستجابة لكل الطلبات خاصة في أوقات الذروة. لكن ما رأي اصحاب سيارات التاكسي؟ يفسّر بعض السائقين وأصحاب سيارات «التاكسي» ان سوء المعاملة التي يشتكي منها الحرفاء سببها بعض الدخلاء على المهنة الذين أضرّوا بسمعة القطاع. أما الامتناع عن حمل الركّاب فمردّه حسب اعتقادهم ما عرفته البلاد في الفترة الأخيرة من انفلات أمني وحالات سلب ونهب و«براكاج» طالت سائقي سيارات التاكسي وجعلتهم يشتغلون في حالة خوف ورعب ولكن الآن بعد استقرار الأوضاع الأمنية لم نعد نشترط تحديد الوجهة مسبقا بل بالعكس نحرص على مضاعفة مجهود العمل والاشتغال لساعات طويلة لتفادي الخسائر التي لحقت بنا.