مرت الدقائق وأوشك الحفل على النهاية وكأن بالعرض ليس بالعرض المعلن عنه هكذا تبادر الى ذهن العديد الذين بقوا ينتظرون الجموسي كما عرفوه ب«فينك يا غالي» و«ريحة البلاد» و«تمشي بالسلامة» و«اللّه معانا». أغان اختار صاحب عمل «لحن الوجود»، الأستاذ لسعد الزواري أن تكون في آخر الجزء الثاني من هذا العرض فيما خصّص الجزء الأول لأغان لئن تمسك فيها الجموسي باللهجة المحلية التونسية من حيث الكلمات فإنه موسيقيا مزج فيها الطبع التونسي بالمقام المشرقي والطبع الجزائري ك«لحن الوجود» و«على اللّه» و«لما شفت الكون» و«زرنا الكعبة» و«يا محمد أحنا أحبابك» و«لو كان الناس» و«نجمات الليل» و«يا حورية».. ممّا جعل العديد من الحاضرين يعتبرون أن العرض بدايته في خاتمته حيث اهتدوا فيه للجموسي بعد أن صعب عليهم اكتشافه في أغان بدت غريبة عنهم وهنا يكمن هدف وتميز عرض «لحن الوجود» الذي نزل ضيفا مساء الثلاثاء على مهرجان المدينة بسوسة تناغما مع الاحتفال بالمبدع على الدوام المرحوم محمد الجموسي. في ماي2010 كان تاريخ انتاج هذا العمل اي قبل شهرين من عمل «رحلة عاشق» الذي قدم مؤخرا على ركح قرطاج واندرج أيضا ضمن الاحتفال بمائوية الجموسي وعكس العرضان بحثا معمّقا حول الجموسي «تعدّدت مصادره من المكتبة الوطنية الفرنسية مرورا بالمسرح الوطني الجزائري وصولا الى المقربين من هذا المبدع على حدّ تصريح الأستاذ لسعد الزواري الذي أكد أن دافع هذا البحث كان بغاية تأليف كتاب يخص الجموسي». وأضاف ل«الشروق» قائلا: «لحن الوجود أردت تخصيصه لمهرجانات المدينة بحكم أن «رحلة عاشق» عمل ضخم من حيث المحتوى حيث يضم 165 أغنية اضافة إلى مكونات أخرى للعرض وأيضا من حيث عدد الموسيقيين الذي كان مكثفا اضافة الى اختلافات أخرى فنية». صفاقس حاضرة بقوة الى جانب حضور المبدعين الصفاقسيين في مختلف التظاهرات بسوسة فإن مساء الثلاثاء كانت ليلة صفاقسية بأتم معنى الكلمة. ففي نفس التوقيت وعلى بعد أمتار من قصر الرباط انتصب حفل آخر من تنظيم المندوبية الجهوية للسياحة نشطته فرقة موسيقية صفاقسية بقيادة الأستاذ كمال الجربي وإن كانت مثل هذه الأنشطة مهمّة لتنشيط المدينة إلاّ أنه كان من الممكن تنظيمها في مناطق أخرى في حاجة فعلا الى التنشيط أو على الأقل عدم تزامنها المكاني والزماني مع عرض رسمي بمهرجان المدينة الذي لازال بدوره يبحث عن جمهوره في ظل حضور محتشم، ولكن هذا لا يجعلنا ننكر ابداع هاتين الفرقتين اللتين أكدتا أن المبدع الصفاقسي يستحق مكانة أكبر على المستوى الوطني والعربي لما تتميز به هذه الولاية من مواهب واهتمام جهوي على قدر ابداعها.