في إطار الاحتفال بمائوية الفنان التونسي الخالد محمد الجموسي سهرت المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بالمنستير على إعداد إنتاج خاص بها وضع له المطرب الأستاذ عماد مسعود الخطوط الكبرى وقدمه مؤخرا في فضاء المعهد الأعلى للموسيقى وذلك ضمن فعاليات الدورة الجديدة لمهرجان المدينة الذي يتواصل حتى يوم 4 سبتمبر. العرض كان فيه اجتهاد كبير وتصور خاص على مستوى الطرح وتنفيذ الفكرة حيث حرص الفنان عماد مسعود على أن يحمل في طياته الأبعاد التكريمية لفترة انتعشت خلالها الساحة الفنية في جميع المجالات وكذلك رؤية مسرحية تعتمد المراوحة بين الغناء والتقديم الشعري الذي يسبق كل أغنية وعليه حضر الحاج كلوف أحد نجوم الدراما التونسية في فترة الستينات كشخصية رئيسية ساهمت في تطور فقرات العرض ولعب دوره الأستاذ محمد أحمد مخلوف. طيف من السماء وأغان خالدة بداية العرض شهدت حضور الحاج كلوف بالفضاء لمتابعة حفل زميله الجموسي لكنه وصل باكرا ووجد أعضاء الفرقة مازالوا يعدلون أوتار آلاتهم فنادى صديقه الفنان الذي نزل كالطيف من السماء وهو يردد أغنية الفن وقد تمّ خلال هذه الفقرة استعمال التقنيات والخدع السينمائية التي أمنها الأستاذ المبدع نسيم الرجيشي بعدها تتالت الأحداث وغنى عماد مسعود جل أغاني الجموسي التي بقيت كلماتها وألحانها محفورة في الذاكرة فكان الموعد مع «جانا الليل» و«ريحة البلاد» و«أصل الزين في العينين« و«الليلة عيد» وقد شاركت الفنانة الشابة صابرين العش في رحلة الجموسي وغنت بدورها «فينك يا غالي» و«العزول غاب عن عينينا» قبل أن تشارك عماد أداء أغنية «اللّه معانا» وتواصل العرض وتواصل معه الابحار في عالم الجموسي فتمّ عرض تسجيلات نادرة تؤرّخ للفترة التي عاشها الرجل في الجزائر كما تمّ تقديم بعض الأغاني التي لم يسجلها أو اكتفى بكتابة كلماتها ثم غناها بعض المطربين على غرار «الليل آه يا ليل» للسيدة نعمة ويطول عمرك يا أمّيمة لمبروك التريكي وعموما فقد مثلت رحلة الجموسي في مهرجان المدينة بالمنستير فرصة للحاضرين استمتعوا خلالها بروائع الأغنية التونسية التي كانت تحمل كلمات بسيطة وألحانا خفيفة تنفذ الى الوجدان كما أن العرض ككل والذي دعا في نهايته الفنان عماد مسعود الى التحابب والتآخي من خلال استحضار أغنيتي «يا ليت الناس وخيان» و«أنت لي وأنا ليك» مثل في النهاية محاولة إبداعية تستحق التشجيع ونرجو أن تتواصل بنفس الاجتهاد وبتصورات أخرى لا تقل قيمة عما شاهدناه بفضاء المعهد الأعلى للموسيقى.
