عديدة هي المعالم التي لاتزال شاهدة على ما عرفته جوهرة الساحل سوسة من ازدهار طيلة العهد الاسلامي. ومن هذه المعالم نذكر: دار الشرع مؤسسة قضائية ذات طابع شرعي ورسمي. استغلت منذ بداية القرن السابع عشر الميلادي في أغراض التقاضي وفض الخلافات بمدينة سوسة. يعود بناء هذا المعلم سنة الى 1618 ميلاديا على يد مهاجرين من الاندلس. كانت هذه المحكمة الشرعية تنظر في القضايا المتعلقة بالاحوال الشخصية والميراث. يطغى على معمارها الطابع المغربي الاندلسي. وفقدت صيغتها القضائية منذ صدور مجلة الاحوال الشخصية سنة 1956. خضعت الى عمليات صيانة وترميم لتتحول في السنوات الاخيرة الى مركز ثقافي هام في المدينة العتيقة (تنظم بها حاليا عدد من العروض الفنية لمهرجان المدينةبسوسة). القبة هي تحفة معمارية ومعلم ذو قيمة دينية وحضارية. بنيت خلال العهد الصنهاجي (القرن 11 الميلادي). يطغى على طابعها المعماري النمط الصنهاجي من خلال المحاريب في واجهة هذا المعلم. تقليعات القبة حسب الدراسات لا يوجد مثلها سوى في جامع سيدي مروان بعنابة (الجزائر) وجامع القرويين بمدينة فاس. لها صلة بالمبنى الملاصق لها من ناحية اليمين والذي وقع تحويله حديثا الى متحف للعادات والفنون التقليدية بمدينة سوسة. مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي تحول المعلم الى «نزل شعبي» يديره خواص ولكن منذ أواسط الستينات خضع لعمليات ترميم وألحق بالملكية الوطنية كمعلم أثري مصنف.